قال العين الدكتور طلال الشرفات: إنَّ رؤى جلالة الملك المعظم في التحديث والتطوير والإصلاح الشامل ستبقى المعين الذي نستلهم منه العزم، والحرص، والمثابرة؛ لأنها تشكل بوصلة الانطلاق نحو المستقبل، ومهمة وطنية نبيلة تستدعي حرص المؤسسات والسلطات والنخب على التقاطها بعناية، ومحاولة تمثلها والارتقاء نحوها؛ كي لا تتسع الهوَّة أكثر مما هي عليه الآن، سيّما وأن الأوراق النقاشية، وكتب التكليف السامية، وخطابات العرش المتعددة قد حددت ملامح الإصلاح الشامل في المجالات السياسية، والاقتصادية، والإدارية وفق قواعد منظومة النزاهة الوطنية.
وأضاف العين الشرفات في المحاضرة التي ألقاها في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين بعنوان: مرتكزات الإصلاح الشامل.
إنّ الدولة الأردنية وهي تدخل بثقة مئويتها الثانية قد رسّخت مفاهيم الدولة الحديثة في القضاء، والتعليم، وبناء الموارد البشرية وبعض جوانب البنية التحتية وأسهمت في بناء العديد من جوانب التنمية في الدول الشقيقة إلا بعض مظاهر الخلل في الأداء العام أستدعى المراجعة الحصيفة لذلك الآداء، واستوجب تشكيل اللجنة الملكية للتحديث والتطوير والتي ستقدم وصفة وطنية أولية في قانوني الانتخاب والأحزاب ورؤية للتعديلات الدستورية التي تسهم في تحسين العمل النيابي كمقدمة للوصول التدريجي للحكومات البرلمانية.
وأوضح الشرفات أن معيقات الاصلاح السياسي تتمثل في شيوع الهويات الفرعية على حساب الهوية الوطنية التي رسخها البناة الاوائل، واستبداد المفهوم الانطباعي على حساب الرشد السياسي في تقرير الشأن العام، وعدم رغبة أو قدرة النّخب السياسية على الفصل بين الخاص والعام لغياب أو قصور مفاهيم المساءلة السياسية، ومعايير التقييم الناضج أو الحيادي للأداء العام في ظل اقتصار المساءلة السياسية على قضايا الرأي العام فقط.
وبين العين الشرفات ملامح توصيات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية قائلاً: أن التوصيات ستضع الأسس الواضحة للسير بخطى واثقة نحو الحكومات البرلمانية من خلال تفعيل العمل الحزبي، والانتقال نحو الدوائر الأكثر اتساعاً لمواجهة المناطقية، والجهوية والولوج في الكتل الحزبية البرامجية الممثلة في مجلس النواب، مؤكداً أن ثمّة استهداف حقيقي إقليمي ودولي أحياناً للدولة في كينونتها، وهويتها، ودور قيادتها في قضايا مهمة استدعى الحذر والتأني لمعالجة تلك المخاوف المشروعة والتي تختلف في مضومنها وخطورتها عن أية مخاوف أو تحديات في أية دولة أخرى في العالم أجمع.
وقال الشرفات: إن المرحلة القريبة القادمة ستشهد ظهور تنظيمات سياسية، وأحزاب جادّة وحقيقية تتجاوز في مهامها الوطنية شخوص القائمين عليها، وتمارس حالة الاشتباك الإيجابي بين كوادرها، وتوسّع دائرة الاجتهاد، والممارسة، والنقد وتفرّق بوعي وطني ناجز بين تقييم ونقد الحكومات من جهة، ودواعي الانتماء للدولة ومصالحها العليا واستلهام رؤى القيادة من جهة أخرى.
ورداً على سؤل حول فرصة تطبيق توصيات اللجنة الملكية قال الشرفات ان الكرة ستكون في مرمى مجلس الأمة في ضوء التزام الحكومة بتقديمها للبرلمان كما هي وخاصة في في موضوع قانوني الانتخاب والأحزاب مشدداً على ضرورة عدم اجتزاء التوصيات او اخذ بعضها فقط لانها خطة متكاملة ومتتابعة تستدعي دراستها بوعي ومسؤولية واخذها بمجملها او تركها برمتها سيما وان ثمة تشريعات قد فقدت مبررات وجودها او تعديلها عندما تم الانتقاص من احكامها او اجتزاء بعضها في مراحل سابقة مما استوجب طلب التعديل لذات القانون اكثر من مرة في فترات متقاربة