تحتفل جمهورية أذربيجان في 8 نوفمبر عام 2021 بيوم النصر الذي أضحى إنتصار قوة شعبنا وكبريائنا الوطني، والذي يحظى بأهمية استثنائية من حيث تعزيز سمعة دولتنا وتنميتها اللاحقة.
لقد حررت أذربيجان أراضيها من الإحتلال نتيجة الحرب الوطنية التي إنطلقت في 27 سبتمبر 2020 ردا على إستفزاز أرمينيا وعدوانها العسكري الآخر والتي إستمرت 44 يوما، حيث تم توفير وحدة أراضي أذربيجان ضمن حدودها المعترف بها دوليا، وإستعادة حقوق نحو مليون لاجئ أذربيجاني في العيش في منازلهم وذلك بمقتضى قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، بالإضافة إلى العديد من القرارات والمقررات الصادرة عن سائر المنظمات الدولية الأخرى.
ووفقا لنتائج 44 يوما من العمليات القتالية بقيادة القائد الأعلى المنتصر إلهام علييف، قد حرر الجيش الأذربيجاني المغوار أكثر من 300 منطقة سكنية من تحت وطأة أقدام المحتلين، بما فيها مدن جبرائيل وفضولي وزانجيلان وقوبادلي وشوشا، حيث تحتل مدينة شوشا مكانة خاصة في تاريخ وثقافة الشعب الأذربيجاني. وإنتهت الأعمال القتالية بموجب البيان الثلاثي الذي وقع عليه قادة أذربيجان وروسيا وأرمينيا في 10 نوفمبر 2020، وأقرت أرمينيا بهزيمتها، وسحبت قواتها المسلحة من محافظات كالباجار وأغدام ولاتشين. وبالتالي، وجد الصراع حلا له بالطريقة العسكرية - السياسية.
وعلى إثر إنتهاء الحرب، ثارت أمام أذربيجان وظيفة هامة تنحصر في إعادة البناء في الأراضي المحررة وإعادة تأهيلها وتطهيرها من الألغام. ويتمحور حول هذه الوظيفة ضمان العودة الآمنة والكريمة للمشردين الأذربيجانيين الذين كانت حقوقهم الأساسية تتعرض للإنتهاكات على مدى العقود. وليست أذربيجان منفردة في هذه العملية التي تتطلب متسعا من الوقت والموارد المالية والجهود الجادة. فإنما الدول الصديقة والدول الشريكة، تشارك معنا في إعادة تأهيل الأراضي المحررة. وسوف نشهد خلال السنوات القادمة عودة أوائل النازحين إلى ديارهم.
لقد إتخذت أذربيجان الخطوات المناسبة للتحقيق في الأنشطة غير المشروعة لأرمينيا التي كانت تمارسها في إطار سياستها العدوانية المستمرة منذ ما يقارب 30 عاما، وكذلك إنتهاكاتها للقانون الدولي، وجرائمها الحربية، بما في ذلك تدمير المدن والإبادة الثقافية والبيئية، ولجلب المسؤولين عن هذه الأنشطة للمثول أمام العدالة الدولية. وستستمر هذه الخطوات في مرحلة لاحقة. ويحمل عقاب المجرمين أهمية خاصة من ناحية ضمان العدالة ومنع إنتكاس الجرائم المماثلة في المستقبل.
ويتكون أساس الإستراتيجية طويلة المدى لأذربيجان من ضمان دوام السلام والتنمية والرقي. ومع القضاء على واقعة إحتلال أراضيها، فإن أذربيجان مستعدة لتطبيع العلاقات مع أرمينيا على أساس الإلتزام القوي بمبادئ القانون الدولي، ولا سيما مبادئ السيادة ووحدة أراض وحرمة الحدود الدولية. ويقتضي توفير السلام والأمن في المنطقة مستقبلا في هذه المرحلة، كامل التنفيذ لأحكام البيانات الثلاثية. وفي هذا الصدد، ترتقب أذربيجان من أرمينيا الإستجابة المتوافقة للخطوات التي قامت بها في هذا المسار.
لقد برزت الواقعيات الجديدة في منطقة جنوب القوقاز مع انتهاء الصراع. ويتعين على الجميع أن يقبلوا هذه الواقعيات. ويجب على أرمينيا أن تختار بين التعاون الإقليمي والتقدم بمزاعم غير مبررة على أراضي جيرانها. ويلزم أن يلعب المجتمع الدولي دورا إيجابيا في هذا الإتجاه، وأن يدعو أرمينيا إلى وعي الحقيقة أن سلاما ليس له بديل. وينبغي وضع الحد لجميع المحاولات لدعم الأجواء الإنتقامية في أرمينيا بشكل مباشر أو غير مباشر وتسليحها.
ويعد 8 نوفمبر وهو يوم النصر، كونه صفحة مجيدة في تاريخ الشعب الأذربيجاني، يعد إنتصارا للقانون الدولي والعدالة الدولية. وفي هذا اليوم المشهود، نحيي ببالغ الإحترام والتقدير، الذكرى الغالية لكل شهدائنا الذين ضحوا بحياتهم من أجل إستقلال وسيادة ووحدة تراب أذربيجان.