هي : حورية حوران و سيمفونية السنابل وحاضنة المنجل والقلم .
" ابق في " النعيمة " بقاء الدهور نافذ الأمر في جميع الامور
خاضعات لك الكواكب تختص مواليك بالحل الاثير
وتمتع بنظرة العيش اذا جاءتك في رونق الزمان النظير ".
عجبت لبلاد فيها سهول حوران والبلقاء ومؤاب وتستورد الحبوب بنكهة الفئران ؛ بلاد منذ الازل كانت اهراءات تجود على مر كل الحضارات بالخيرات وزوادتها معطاءة لا تنضب ؛ لماذا تمد يديها في زمان لم ينقطع فيه المطر ولم تهرب فيه الغيوم ولم تفتر فيه زنود الفرسان ولم تذبل فيه عزيمة النشامى ؟! ، " من شرحبيل حتى الآن رايتنا كالريح خفّاقة في كل اوطاني " .
حورانو سهل يمتد من الكسوة على ضفاف الاعوج الى العالوك على ضفاف الزرقاء ومن الجولان والشريعة غربا الى اللجاة وتلول الاصفر وكانثا " الواحة السوداء " شرقا ، قال عنه القلقشندي في صبح الأعشى " جل البلاد الشامية وبها ارزاق العساكر الاسلامية وطريق الحج الى بيت الله الحرام وزيارة نبيه عليه افضل الصلاة والسلام ، والى الاراضي المقدسة التي على الخيرات مؤسسة ، والى الابواب السلطانية الشريفة وممر التجار القاصدين الديار المصرية ومنازل العربان وموطن العشران " .
لحوريم ضفتين ؛ اليرموك عمقهما ضفة تنتهي جنوب دمشق وضفة اخرى تقف على ابواب البلقاء ، كل حضارات الدنيا كانت تتمنى باشان ؛ المدن العشر الرومانية كانت في حضن المكان ، عوج بن عنق الرجل الذي عاش بين الخرافة والحقيقة روايته تتلى هنا ، الاسكندر المقدوني ، نبوخذ نصر ، ماركوس انطونيوس،المنذر الثالث ، الحارث بن جبله ، خالد بن الوليد ، ابو عبيدة ، شرحبيل ، عكرمة ، ضرار ، العز بن عبد السلام ... كايد مفلح العبيدات ... وصفي ... كانوا هنا ... اليرموك كاسرة ظهر الامبرطوريات لا زال اريجها يعطر المكان والزمان ، وعرار لا زال صوته يصهل في حب الحمى " بحوران اجعلوا قبري لعلي اشم اريجها بعد الفناء " .
النعيمة بلدة تنهل من تاريخ سحيق وشاهدها يعمون ودوحلة ويارين والنويجر وكبر والدهما ، حين كانت الناس لا تجد القلية كانت اشجار الفستق الحلبي تأوي الى اجراسها عصافير وادي الزاغ وحسان ، وقساطل الماء تعج بالمكان وتضحك لشقشقتها الروايا والقرب .
" مسحورة عيناي في وادي المنى ما زاغ عني لاحظي لمّا دنا
لمّا تدلى السحر اهدى خيطه والشمس تنسج ثوبها فوق الجنى
وادي النعيمة زاغ في طياتها حسانها حوران ارخى وانحنى
لا تقربي يا شمسها ها دوحلا خضعت فهات النور يرجع عرسنا ".
النعيمة بلدة المنجل والقلم و روح حوران تزاوج بين الخيرات والعلوم ، سنابل الحنطة تنحني بتواضع الاكتناز ، والجامعات كعقد جميل يزين جيد المكان فرائده : العلوم والتكنولوجيا ، جدارا ، اربد الاهلية .
" يا قلب حوران ان العشق حوراني ومن سهولك خطو الريم اغراني
لولا المحبة لم آت على عجلٍ ظمآن يطفئ صهدي ماء حسبانِ ".
النعيمة الحورية الحورانية يحدها من الشمال الحصن ومن الجنوب بليلا ومن الغرب شطنا ومن الشرق بريقا والخناصري