تاريخها برج ومأذنة ودير وكنيستان ، وكوم قديم ينام في جوفه حضارة نبطية ورومية وبيزنطية وغسانية واموية وكركون لآل عثمان .
تأرجح اسمها ما بين سما اشتوك وقيل اسدود ؛ وسما حوران وسما السدود واخيرا تزين اسمها ب " سما السرحان " .
الاسم مأخوذ من السمو والعلو ؛ نسبة الى انعكاس وجه السماء في صفحة الماء لكثرة السدود والبرك التاريخية الكبيرة فيها ، فالاودية تحيط زنارها من الجهات الاربع كوادي البطم والغدير الابيض ووادي زملة ووادي الزيات ووادي ام السرب ، و سهولها شهية عذية فياضة ، فسلم ايها العطاء على الرحبة وسلم ايها الخير على العاصم .
اجمل ما في القرى هنا انها تتعطر جميعها باسم القبيلة ، سما السرحان ، جابر السرحان ، مغير السرحان ، رباع السرحان :
" من العروبة اذا اعلامها انتشرت مع الصفاء بكم من آل سرحان
نعم السراحين ما ضاقت على احد إلا اراني فيهم المآوى وخلان " .
ما اجمل النخاوي وما انبل النداءات ؛ انها المروءات على امتدادها النبيل والجميل " قلايد الخيل ، هل البويضا ، راع البويضه عذوي " .
قال الرواة ان قبيلة السرحان تمتاز بالمنعة والقوة والبأس والسلطان ، كانت لردح من الزمان على رأس حلف عشائر اهل الشمال :
زغرتن البيض بخفاف الاذهان من صدهم يرمونه لطير الاعلاف
ما هم كثير مار المناعير شجعان معهم ذوابيح للآجال قصاف
قريبهم لا يضام ولا يبات جيعان ووقت اللقا يصيبها خفاف".
السرحان قبيلة قحطانية ذات نسب رفيع ؛ ضئضىء ينهل من سرحان بن عمرو بن سلسلة وارومة ترتوي من عتود بن حارثة " اوفى الناس جسما " ومحتد يتعطر من سرحان بن جندب بن خارجة .
" ديرة سراحين عليها يعيون صبّار لو الحرب طول مسيره
وابن معيلي زوّد الدين بديون واعطاه فرزل من يمينه ذخيره
اخوات وضحى اللي مع الحزم يلفون مثل الاسود اللي ربن بالجزيره " .
يقال ان ميدان خيل السرحان من اذرعات الى اجا وسلمى ، " بالوادي جينا السراحين حامينها من البلقا اليا قارا " ، حدودهم فضاء مفتوح بلا حواجز وبلا سايكس بيكو ، يتنقلون من حوران الى النفوذ :
" ما بين ديرتنا وبين النفوذي ثار الدخن مابين بشر وسرحان
جونا يبون ديارنا والحدودي من غير ترخيص ببغي وعدوان
تناخت السرحان مثل الاسودي من فوق طوعات الرمك تقب عقبان
حنا هل الديره بملك الجدودي نرسي كما ترسي جبال وجيلان
نحمي حمانا بالسيوف الهنودي من فوق صفر الخيل والدم غدران
كم فارس عقب الخساره شرودي يبي السلامه لو تهيت بالاثمان " .
الجوف من ديارهم ، جوف آل عمرو ، وجوف السرحان ، والجوف من الارض هو ما اتسع واطمأن وهو اوسع من الشعب تسيل فيه التلاع والاودية ،" هذا جزا من جا لجوف السراحين يرجع ذليل ويسلبونه ثيابه" .
والوادي الممتد من غويطة جراد جنوب غرب الجوف الى الصفاوي من ديارهم ويكنى بإسمهم وادي السرحان ، وهو منخفض ارتخائي جغرافي وحوض مائي جوفي يسمى بالوادي مجازا الا انه منخفض تصب فيه الاودية وتتجمع فيه مياه الامطار ويمر عبره الطريق التجاري التاريخي بين جزيرة العرب وبلاد الشام .
وللسرحان الياذة تشدو بها الصحراء ويسهر على ايقاعها القمر وتعدو على توليفتها الخيول :
" ادوماتو ادوماتو ادوماتو
ويهمي فوقنا التاريخ تحملنا الصباحات
ارى التاريخ في كاف وفي اثرا وفي قيال آثار وغايات
ارى في الامس ذاكرة وتحييها الكتابات
فقولي يا ابنة السرحان هذا المجد في اهلي وتاريخي عطاءات
ادوماتو ادوماتو ادوماتو
تجلّي وجهها الاصباح تحمله النبوءات
وهذا الفينق المصلوب في ذات تحركه البدايات
ارى في حاضري املا تنامى ارى للنهضة الكبرى علامات
ارى شمس الشمال وقد تسامت تحف بها تهامة والسراة
ونجد حضنها الدافىء شتاء وفي الصيف الحجاز لها عباة
.....
فسيري يا ابنة السرحان تيهاً الى الامجاد نحن لها حداة " .
يقول حكيم سرحاني من ستينيات القرن الماضي ، كل الحكومات وعدت سما السرحان ولم تفي ، وحده ابو مصطفى وعد واوفى ، وعد بالعيادة الصحية فاوفى ووعد ببناء للمدرسة واوفى ، ووعد ببناء المسجد واوفى ووعد بتعبيد الطريق الى سما واوفى ، هو وحده اخو عليا وصفي التل اعاد لنا الثقة بالحكومات ، يا الله جود لنا بوصفى آخر يرمم الثقة من جديد .