المتابع للشأن العام الاردني يستخلص حالة من عدم الرضى ممزوجه بغضب شعبي، حالة من عدم الثقة يعيشها المواطن، حالة من التخبط في القرارات،وبين هذه وتلك القت علينا كورونا بظلها الثقيل واوصلتنا الى حالة من الاحباط والظروف الاقتصادية الصعبة من الفقر وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب المتعطلين عن العمل .
المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي يلاحظ ما وصلنا له من احباط ونتائج لا تتحملها الحكومة الحالية وحدها، بل تتحملها الحكومات المتعاقبة التي تركت الحبل على الغارب في كثير من القضايا والمشكلات،ركزت على جانب محدد وتركت جوانب اخرى،وعلى طريقة الفزعة.
لدينا خطط خمسية وعشرية لكنها خطط في الادراج وفي المؤتمرات الصحفية ،لدينا كفاءات اردنية يشهد لها العالم ،لدينا موارد ثابتة ومقبولة،لدينا معادن من الفوسفات والبوتاس فضلا عن الصخر الزيتي وغيرها.
لدينا سياسيون مخلصون وابناء وطن، لدينا افكار عميقة تفيض بها الصحف والمواقع والسوشال ميديا ،فاين الخلل اذا ؟
لدينا احزاب كثيرة ، لكن لا يوجد لدينا حزبيون ،ما العمل اذا ،كيف نواجه ازمتنا وكيف نخرج بأقل الخسائر ،لماذا لا نتفق على الثوابت ونترك التفاصيل ،لا مانع من الاختلاف على التفاصيل.
دعونا نترك المناكفات السياسية وتصفية الحسابات ونبدأ بالعمل لمستقبل ابنائنا جيل المستقبل.
الوضع ليس مطمئنا ونحن نسير بسرعة شاحنة متهورة باتجاه المجهول.
السياسيون الكبار من وزن رئيس حكومة عبروا عن الاوضاع بشكل علني وجلي ،ملخص ما قالوا ان الوضع مقلق ،وان الامور لا تسير بالاتجاه الصحيح.
فيصل الفايز، عبدالرؤوف الروابدة ، عبدالكريم الكباريتي ،طاهر المصري ، وغيرهم مئات السياسيين عبروا عن خوفهم من المجهول ، فالى اين نسير ،وكيف نخرج مما نحن فيه .
ليس لدي اجابة ،لكن الجميع يجمع على ان تماسك الجبهة الداخلية والبدء بالاصلاح هو مفتاح الحل ،لماذا لا نبدأ اذا ؟
المواطن بات يشكك بأي خطوة وبأي قرار ،يتوجس خيفة على مصيره ومصير ابنائه ووطنه،يحتاج الى حكومات تعمل معه يدا بيد تساعده على اعباء الحياة وتخفف من الفقر والبطالة ،التحديين اللذين لم تأت حكومة وقدمت حلولا عملية لهما .
حالة الثقة مفقودة بين المواطن وحكوماته ،لكن الاردني يحب وطنه ومستعد ان يبيع جاكيته اذا اقتنع بحكومة ومسؤولين يريدون الاصلاح بكل تفاصيله ، الاردني المحب لوطنه مستعد ان يتحمل الالم والجوع اذا احس بان الامور تسير بالاتجاه الصحيح.