واكرم الناس مابين الورى رجل ...تقضى على يده للناس حاجات
رحمك الله ابى مجلي رحمك الله يا علي رحمك الله رحمة واسعة رحمك الله لقد كنت أسطورة من الطيبة والخير المنساب أسطورة لا يختزلك المقال ولا نفيك حقك بالمراثي والتأبين .
عذرا ابا مجلي أن نكتب عنك ولم نفيك حقك من المدح والثناء .ها وقد رحلت عند مليك مقتدر أصبح لزاماً علينا أن نرثيك لأن المصاب جلل والفقد كبير .
علي لقد ولدت عليا ولك من اسمك نصيب نعم يا علي ولدت ونشأت ذاك البدوي الاسمر الاشم .وانفتقت ابصارك وبصيرتك في بيت عريق عراقة البداوة وعراقة الأصل والنسب ،( علي بن حويلة بن عيد بن قمعان بن زبن الصخري). لقد تفتحت عيونك المتوهجة رجولة وشهامة بدوية اصيلة.وذلك بأنك لم تنهض يوماً من فراش الطفولة بين اقرانك على أصوات البلابل وطيور الحب والكنار بل نهضت على صوت ضبيح النجر ورائحة الهيل معدا لمن جاء مستجيرا وضيفا وعابر سبيل .ولم تنهض على أصوات الموسيقى الهادئة بل نهضت على صهيل خيل عتاق خيل أجدادك التي كانت بالمرصاد لمن اراد بالاهل والأردن شرا . نشأت يا علي ولم تعش الطفولة الا على كيف هو الكرم العربي ؟ وكيف يغاث الملهوف ؟ وكيف تقضى حوائج الناس وكيف ينصف المظلوم وكيف الحميةوكيف يقدر الرجال .كل هذا وذاك كان لتكن شخصيتك الفذة الحقيقية فكنت رمحا يمانيا من رماح الوطن .أما حياتك العملية فضربت بعصاك قناة المستحيل فانبجست منه اثنتا عشر عينا وعلم كل أناس مشربهم فكنت شريفا نضيفا ولم تمد يدك للمال والاعطيات بل كنت عفيف النفس .واكملت مسيرتك بالخير والعطاء .عرفناك يا علي بشوشا شذيا كقهوة خولانية مترعة بالهيل والزعفران فكنت بهيا كقمر صيف رم نديا كصبيحة يوم ربيع خفيف الظل ضابطا متواضعا لم تصعر خدك للناس لين الجانب فكنت خيرا سفير لنا .رحلت يا علي رحيلا سريعا ولم تحملك عربات التشييع بل حملتك القلوب والاكف الداعية بالرحمة والغفران لم تشيعك الموسيقى والعيارات الفارغة بل شيعك وجيف القلوب ودموع الرجال الرجال ولم توضع عليك الاكاليل بل تحوقلت حولك أكاليل من القلوب الدامية المحبة المخلصة لك بالدعاء .عذرا عذرا ابا مجلي لم نفيك حقك وعزاؤنا فيك شهادة الناس وهم شهود الله بالأرض .وكذا عزاؤنا فيك ابنائك واخوانك الكرام فهم حاملون رسالتك سائرون على خطاك بفعل الخير والعطاء فنم قرير العين مرتاحا لما قدمت لوجه الله أعاننا الله على فراقك واعان الله اهلك وذويك ورحمك الله رحمة واسعة وادخلك فسيح جناته .بقلم ابن عمك الداعي لك بالرحمة والمغفرة...