الا ان لكل حمى طغراء ، الا ان طغراء هذا الحمى جنوده البواسل .
ما أبهى الطلة .. وما ازهى الجبين
حيهلا على اتساع المدى
من مضارب الجيش ولدت الدولة وترعرعت ، وحين استوى عودها اودعوها امانة في الاعناق .
على جبين الجنود مكتوب : " الوطنية تعمل ولا تتكلم " ، فالوطنية قلوب مغسولة بالايثار ، وارواح منذورة للتضحية والفداء ، " وقولي كلما جشأت وجاشت مكانك تحمدي او تستريحي " .
عيون ترابط على الثغور ، قال عنها خير البشرية ، عينان لا تريان النار ، وفي رواية اخرى :" عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله " ، " وكل ميت يختم على عمله الا الذي بات مرابطا في سبيل الله ، فأنه ينمو عمله الى يوم القيامة ، ويأمن فتنة القبر " .
في ثكناتهم اسود لا تكف عن الزمجرة والزئير ، وفي الميادين وثبات فهود وزمخرة نمور ، " جرّدوها عزائماً قاطعات ليس تمضي السيوف في الاغماد " ، " تفي بضمانها البيض الحداد وتقضي دينها السّمر الصّعاد " .
حين تغفو عيون اهل الحمى ، تبقى عيون الجنود تسامر البرد والريح ، " في قارس من شفيف البرد مرار " ، مفارزهم لا تخلد للنوم هم القابضون على الزناد ، " وهي الصوارم لا تبقي ولا تذرُ حذار منّا وأنى ينفعُ الحذرُ " ، ودورياتهم وكمائنهم كعقارب الساعة لا تكف عن الحركة ، " يرو الموت والهيجا غُنما وراحة بلا تعب منها وقُربى الى الرب " .
على مساحة الوطن وامتداده مزروعون ، لهم مع كل شبر من ثراه حكاية ، ولهم مع كل نجم من نجومه سامر ، ولهم مع اوار القيظ وقفات طوال ، ولهم مع لسعات زمهرير الكوانين جولات ،" تموت القصيدة من شدة البرد ومن قلة الفحم والزيت " ، حسبهم في ذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا انبئكم بليلة افضل من ليلة القدر ، حارس حرس في ارض خوف ، لعله لا يرجع الى اهله " .
قلوب مليئة بالحب ، غنية بالايثار ، مرسوم في حجراتها خريطة الوطن ، " كم من فقير غني النفس تعرفه ومن غني فقير النفس مسكين " .
" فلما عرفت الدار قلت لربعها : الا عم صباحاً ايها الربع واسلم " .
كل المحبة والتقدير للجيش ولاجهزتنا الامنية في مواقعهم ، وحمى الله الوطن من كل مكروه .