مَثَل عالمي من اوروبا أو أفريقيا حيث تكثر القرود، ولا أظنه عربي بتاتا ولا ينطبق علينا مؤكد..! لأن السياسيين في بلادنا أليفين متصالحين مع الحكومة، وليس لهم تاريخ إنتهاء صلاحية، فقد علمونا وتعلمنا أنهم صالحون لكل زمان ومكان، ويتم تدويرهم من منصب إلى منصب، وبعد الوزارة إما عين أو رئيس شركة أو منصب هنا أوهناك… ، إضافة إلى العمل الإجتماعي؛ حيث يترأسون الجاهات، ناهيك عن (العزومات والمناسف البلديات..!) والصلحات والعطوات، ويناديهم الجميع دولتك معاليك، (وجيرة ألله نكسبك)، والحقيقة دائماً كسبانين…بس عند ربنا الله اعلم…!، ليس منهم طفران ولا مفلس مادياً، ولديهم أطيان وأعوان وصبيان وغلمان..! ويتوارثون المناصب كابر عن كابر، إلى هنا تعودنا على هذا الوضع منذ إنشاء دولتنا، حيث تميزوا دائما بالولاء، وعدم المشاكسة أو توجيه النقد حتى في أحلك الظروف؛ لأنهم يعرفون أنهم في عقل الدوله لساعة (عوزه… يعني حاجه…) وأن مقامهم وأبنائهم وأنسبائهم محفوظ والدولة لا تنساهم… ! وهذا يدلل على ما ذهبت إليه مؤكداً أن المثل في بداية المقال لا ينطبق علينا… حتى لا يزعلوا مني، لأنهم مبرمجون ولا يختلفون ولأنهم يعرفون…أننا نعرف ولا نعرف، أو نعرف ونحرف… وهكذا ..!.
حديثاً ومنذ جولات دولة فيصل الفايز الإصلاحية، وبعده اللجنة الملكية للإصلاح، والتعديلات الدستورية، (وهوشة النواب)، وما يكتب هنا وهناك، من مقالات وأراء… من سياسيين وكتاب ما يرعبنا…! ويجعلنا في خوف دائم على بلدنا، من قادم لا يعلمه إلا الله، الذي نرجوه أن يحفظ بلدنا وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجنبنا كل سوء رغم ألف خيبة و حسرة نعيشها وتعيشنا، فكلنا قابضون على الوطن، نجوع ونخاف و نعاني، لكن لا نريده إلا شامخاً ونفديه بحبات العيون.
وأعود إلى تصريح دولته لمن (أخذوا زمانهم وزمان غيرهم)… ولا أظنه يقصد الشعب الأردني..! فالشعب على طول يعطي ولا يأخذ، وإن أخذ فالقليل القليل، فنحن شعب طيب هكذا صنفونا… نرضى بالقليل وندفع كل الفواتير والضرائب حتى لو (بنشحد)، لأننا مطواعين ونحب بلدنا ونحب ميزانيته التي ترتكز على جيوبنا… (ولا كيف الحكومة بدها تصرف علينا دخيلكوا..!)… صحيح نتذمر… و(بنقظب شلكوا)… وبجلسات (الخلاوي بنقطع المرس..! وبنحكي كل اللي بقلوبنا…!) ، بس كله (فشة غُل مو أكثر وحياتكوا...)، والحكومة بتعرف وما بتآخذنا، وبتعمل اللي بدها اياه لانها بتعرف مصلحتنا أكثر منا… !.
وأعود إلى من أخذوا زمانهم وزمان غيرهم، فالقائل منهم كما نعرف، وهو سليل عائلة فيها ثلاثة من أصحاب لقب (دولة) اللهم لا حسد..!، أخذوا زمانهم وزماننا معهم، ولنا عليهم أكثر مما لهم علينا… .
في الأمس كنت مستمعاً في سهرة ختيارية حول صوبة حطب في بلدتي صخره - عجلون، وكان الهرج سياسي وطني بلدي بامتياز،(جلسة قظب شل للحكومة وأصحاب الدوله)… فعلق ختيار (دُهري); ( الجماعة دقوا ببعض..!)، يقصد أصاحاب الدولة السابقين الذين يصرحون ويلمزون وينقدون من ( تحت لتحت)، والناس بتفهم، فنحن شعب متعود على( الغمز واللمز وبفهمها على الطاير..)، لم نتعود إختلافهم، ولم نتعود منهم نقد سياسات الحكومات، فبعد كل خروج يُثَبتوا على وضع ( صامت)، لأسباب ذكرتها ولم أذكرها..!، هذه التصريحات التي أعلنها بعضهم، لها ما لها وعليها ما عليها، البعض يقول أنه ( دبت فيهم الحمية) ويستشعرون خطر قادم وقلبهم على الوطن، والبعض يقول أنهم يُذَكرون بأنفسهم ويبحثون عن دور جديد..!، والبعض يقول أنهم يحتجون على تهميشهم… ! والبعض يقول إن ذلك من باب المناكفة والمشاكسة السياسية التي كانت غائبة بين أصحاب الدولة..!
ما علينا، ليختلفوا أياً كان الهدف… .(لا يا عمي…!) نريد إختلافهم بهدف مصلحة الوطن فقط، ولا نريدهم أن يتلفوا المحصول( لا بنقبلها إلهم ولا إلنا)… أما الزمان، فلتاريخه… أخدوا زمانهم وزماننا المأسوف على شبابه، وحيث يكونوا; (ما إلنا كلمه ولا محط رجل)، والباقي عندكم… حمى الله الأردن.