بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة
* هناك عمليات عسكرية سابقة شملت غزو دول عدة اظهرت الحاجة إلى قوات ضخمة حتى وإن لم تكن هناك مقاومة تذكر ، وعلى سبيل المثال اجتياح الاتحاد السوفييتي السابق وحلف وارسو السابق لتشيكوسلوفاكيا عام 1968 فقد تم حشد نحو 250 الف جندي ، وقد جرى رفع العدد إلى 500 الف جندي من أجل السيطرة على سكان يبلغ عددهم 14 مليون نسمة.
* في حرب الشيشان الثانية بين عامي 1999 - 2003 احتاجات روسيا إلى 90 الف جندي للسيطرة على منطقة يسكنها مليون شخص لقمع تمرد مسلح.
* في عام 2003 غزت الولايات المتحدة العراق الذي يبلغ عدد سكانه حينها 26 مليون نسمة إلى قوات قوامها اكثر من 200 الف جندي ، واعتبر خبراء ومحللون عسكريون حينها ان هذه القوات صغيرة للغاية امام مهمة إعادة الاستقرار في العراق ، لأن النصر العسكري على نظام صدام حسين تحول فيما بعد إلى حرب عصابات تراجعت معها السيطرة والهيمنة الأمريكية.
* اعتقد اليوم وعلى الرغم من اختلاف البيئة الاستراتيجية وبيئة العمليات واعادة هيكلة الجيش الروسي وتطويره، وصعوبة مقارنة ما يحصل على الحدود الروسية الأوكرانية الآن مع ما حصل سابقا في عهد الاتحاد السوفييتي السابق، إلا أنه من الصعب على 130 الف جندي روسي ، بالإضافة إلى 80 كتيبة تكتيكية روسية على حدود أوكرانيا والاف الدبابات والمدافع ، مع وجود قوات حرس الحدود الوطني الروسي والتي ستكون مهمته توفير الأمن في الأراضي الواقعة خلف خطوط العدو وتولي ملف أسرى الحرب والخدمات اللوجستية.
* اعتقد ان هذه الحشود والقدرات لا تستطيع القيام بهجوم واسع وكاسح على أوكرانيا التي تصل مساحتها إلى اكثر من 600 الف كم 2 وعدد سكانها يصل الى 41 مليون نسمة وهي اكبر دولة في أوروبا الشرقية..
* أشارت التقارير الاستخبارية الغربية ان روسيا تمتلك حوالي 70% من القدرات العسكرية الكافية لاجتياح أوكرانيا...ولا يوجد الآن اي دولة تعلن دعمها لروسيا ما عدا جمهورية بلا روسيا ....
* خلاصة القول انه ومهما كانت المكاسب السياسية التي يمكن أن تحققها روسيا في أوكرانيا، فيجب موازنتها مع الضغط الذي سيقع على جيشها للسيطرة على مناطق كبيرة مع الاضطرار إلى تمويل إلى إعادة البناء الاقتصادي على المدى الطويل ..
* الموقف الصيني الوحيد الداعم لروسيا بمعارضته لتوسع حلف الناتو شرقا وهذا احد المطالب الروسية للتهدئة .
* تركيا دخلت على الخط من خلال اعلان أردوغان للوساطة واستعداده لإيصال الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا من خلال تركيا ...وهذه هي استراتيجية استغلال الفرص التي يتبناها أردوغان.
* وزير الخارجية الاوكرانية يقول ان روسيا خسرت الجولة الأولى عند فشلت في اختراق الموقف الأوروبي الداعم لاوكرانيا .ويقول ايضا ان الدعم الغربي لاوكرانيا متواصل عسكريا ومعدات وسياسيا وان أوكرانيا ماضية للانضمام إلى حلف الناتو
* هذه آخر المستجدات وسنوافيكم في كل ما هو جديد بعد زيارة قادة فرنسا والمانيا وتركيا إلى روسيا من اجل احتواء الازمة ...
* اعتقد ان بوتين يخشى من سيناريو الغضب، فهل يستطيع اجتياح أوكرانيا "بلمح البصر" ولا زالت ذكريات غزو الاتحاد السوفييتي السابق لتشكوسلوفاكيا عام 1968 ...وغزو أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي ماثلة امامه....؟!..
اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة..