بقلم اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة...
* قائد وملك هاشمي شاب لم يتجاوز ال 23 عاما اتخذ قرارا بحكمة وحنكة الكبار وشجاعة الآباء والاجداد..في الأول من آذار من عام 1956 بتعريب قيادة الجيش العربي في بيئة استراتيجية اقليمية ودولية ضاغطة بتحديات سياسية واقتصادية وامنية ؛واعتُبِرتْ تعريب قيادة الجيش على نطاق واسع، فعلا قوميا عزّز من ثقة الأردن بقيادته...وهاهو حال الهاشميون..جامعون لا مفرقون، وحدويون لا انفصاليون منذ عهد الإمارة وصولا إلى العهد الهاشمي الميمون الرابع لنعيش في وطن قوي وآمن في اقليم لم يعرف الاستقرار على مدى عقود وحتى الآن..
* بعد 13 عاما من تعريب قيادة الجيش العربي خاض الاردن بقيادة الحسين العظيم معركة الكرامة عام 1968 ليحقق الجيش العربي نصرا على إسرائيل وكسر شوكة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ...وكتب ابطال الكرامة التاريخ بفوهات بنادقهم وهدير دباباتهم .. واعادوا الكرامة لكل العرب بعد نكسة 1967.
* يعتبر قرار تعريب قيادة الجيش العربي محطة مفصلية في حياة المملكة الأردنية الهاشمية السياسية والعسكرية، حيث أشار المحللون الى ان الملك الشاب الذي تولى سلطاته الدستورية في العام 1953، أدرك أن الجيش هو أساس الدولة، وسرُّ قوتها ومنعتها.
* ان قرار إعفاء الجنرال كلوب من منصبه بالإضافة إلى إعفاء الضباط الانجليز كافة من مهامهم التي منحت لهم في اتفاقية عام 1946 جاء ليؤكد للقاصي والداني ان لدينا قيادات عسكرية تمتلك الكفاءة والقدرة لتولي مناصب القيادة والادارة والسيطرة والفكر والمعرفة ، مما جعل من قواتنا المسلحة الباسلة ان تكون من أفضل الجيوش العربية والاقليمية .
* عندما أقدم جلالة المغفور له بإذن الله الحسين بن طلال طيّب الله ثراه على اتخاذ قراره التاريخيّ الشحاع بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني. وهو مرتبط مع بريطانيا بموجب معاهدة عام 1946، والتي نصت على منح المناصب العليا في إدارة قوات الجيش الأردني إلى الضباط الإنجليز، فقد كان رأس الهرم القيادي في الجيش العربي الجنرال جون باجوت (كلوب باشا) رئيساً لأركان لدليل على شجاعة جلالة الراحل العظيم الحسين بن طلال..وثقته بالقيادات العسكرية الاردنية ...وولاء والتفاف الشعب الأردني حول القيادة الهاشمية .
* ..واليوم ونحن نعيش العهد الهاشمي الميمون الرابع عهد جلالة الملك المعزز عبدالله الثاني بن الحسين وهو يواصل رحلة البناء والتحديث للقوات المسلحة الاردنية وتزويدها بأحدث المعدات والقدرات لتكون في أعلى درجات الجاهزية والمنعة لتكون قواتنا المسلحة الدرع والردع ...لتستمر المسيرة والاردن يدخل المؤية الثانية من عمر المملكة الاردنية الهاشمية..ليبقى الاردن وطنا قويا وآمن في اقليم لم يعرف الاستقرار حتى الآن...
ختاما اقول هنيئا لنا بحيشنا العربي عاملين ومتقاعدين واجهزتنا الامنية حاملي الرسالة والأمانة وهم الساهرون على الثغور وهم يرسمون لوحة العظمة بكل معانيها وتفاصيلها ..وسيبقوا أعز ما لنا واغلى فينا ..
حمى الله الوطن والقائد والجيش والشعب الوفي...
اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة .