عندما نتذكر يوم المرأة العالمي، نتذكر عددا من السيدات الاردنيات البارزات في العمل التطوعي والانساني والناشطات في المجالات العامة. وتبدو الدكتورة فاطمة النسور التي حصدت العديد من الالقاب، فهي سفيرة سلام للاردن من خلال منظمة الامم المتحدة، وهي مندوبة الاردن في منظمة السلام والصداقة الدولية في الدنمارك وكذلك فهي مستشارة المجلس العربي لوحدة وتضامن الشعوب العربية المنبثق من جامعة الدول العربية في مصر وعضو في مهرجان «كان» السينمائي وغيرها من المؤسسات العربية والدولية.
السيدة النسور مهتمة بالتراث الاردني بشكل خاص الملابس الاردنية القديمة وخصوصا « الخلَقة السلطية»..
وتضيف: حيث ان « الخلقة السلطية» تتميز بطولها (26) ذراعا، وايضا بلونيها الاسود والازرق، الذي يحمل دلالة منع الحسد وطرقة العين، وهو ايضا رمز الشموخ والكبرياء لدى المرأة الاردنية في السلط تحديدا.
جديد
واحدث مشاريعها كما تقول : « هو مشروع مطعم واستراحة طبق القش التراثي، وكذلك تقديم اكلات شعبية قديمة للجروبات السياحية ونشاطات ثقافية لدعم الشباب والفتيات من الأدباء الناشئين.
استرجاع تراثنا الغذائي
وحول الطعام، تقول الدكتورة فاطمة النسور: نعمل الان على ارجاع الاكلات الشعبية القديمة من خلال مشروع مطبخ جدتي الشعبي وذلك من خلال تدريب وتشغيل عدد من الفتيات العاطلات عن العمل.
وتحدثت السيدة النسور ايضا عن اقامة دورات في صالونات للعناية بالبشرة وهناك مشروع اعادة تدوير والمحافظة على البيئة. واشارت الى مبادرة معالجة عجلات السيارات القديمة والتالفة.
القاب
وقالت فاطمة النسور انها تسخر ما حصلت عليه من القاب ومناصب في خدمة الجوانب الانسانية والنسائية الاردنية، ومساعدة الايتام والفقراء. وايضا العمل ضمن اشاعة ونشر المحبة وثقافة التسامح واحترام الرأي الاخر بين الناس من ابناء هذا الوطن.
وقالت النسور انه يوجد لديها اكثر 3000 سيدة سورية تمت مساعدتهن من خلال مفوضية اللاجئين. وتنهض بذلك عبر التعاون وجلب المساعدات من دولة الامارات العربية المتحدة حيث عملت هناك خلال السنوات الماضية وتم ارسال 300 كوبون تصرف من خلالها اطعمة ومواد تنظيف. وخلال تواجدها بالامارات عقدت السيدة النسور ندوات تحدثت خلالها عن معاناة اللاجئين السوريين وعن فقراء الاردن وعدة مواضيع نسائية وانسانية.
وثيقة السلط على جلد غزال
وتقول النسور ان الدافع وراء تدوينها وثيقة السلط على جلد غزال هو تجسيد الانتماء للمدينة الجميلة السلط وأيضا من اجل دراسة الوثيقة والأخذ ببنودها لنغير من ارادتنا ومن بيئتنا الاردنية المتشابهة من حيث التقاليد والعادات وبما يخدم المواطن والوطن. وتتمنى النسور ان تتحول وثيقة السلط إلى وثيقة وطن. وتدعو فاطمة النسور الى ترسيخ العادات والقيم لدى الجيل الحالي من الأبناء بحيث يعرفون تراويد الحجات التي ورثناها عن الأجداد والتي تحمل معاني كثيرة. وان ترجع التعاليل التي تجمع ابناء العشيرة وكذلك السامر الاردني والهجيني والحداء وحنا العروس والنقوط الذي يعين العريس على مصاريفه. كما دعت الى الاقتصاد في عدد المناسف التي تثقل كاهل الأسرة.
اهتمامات بيئية
لكن اهتمامها بالبيئة يحتل المكانة الكبرى من تفكيرها وهي صاحبة اول مشروع بيئي، وبعد ان تم تطبيقه على ارض الواقع ، صار تدوير النفايات الشغل الشاغل للمحافظة على البيئة الأردنية. ومن نجاح الى نجاح ، ومن تدوير النفايات الى تدوير الورق الذي تم تمويله من جهة اجنبية بمساعدة من مؤسسة اردنية تربوية كما تقول النسور.
وتضيف تتلخص الفكرة بوجود مكبس للورق حيث نقوم بجمع الورق من عدة محال وخصوصا من المدارس التي يتفق معها من اجل تعليم الصغار وتدريبهم على فرز النفايات وبخاصة الورق ومن ثم ارسال الكميات الى مصانع الورق الاردنية. ومن المتوقع انشاء معمل لتصنيع الورق وبيعه على شكل اطباق ودفاتر للكتابة، وربما يكون المشروع مناسبا لاختيار السلط مدينة للثقافة الأردنية. وقالت الفنانة النسور هذا المشروع هو الأول من نوعه في محافظة البلقاء وفي مدينة السلط التي افتخر بها كمدينة تحتضن طموحاتي. وعن نشاطها في جمعية بيت التراث قالت فاطمة النسور عملي تطوعي حيث ارى ان الانسان يزداد إنسانية عندما يعطي من غير مقابل. وسوف احافظ على تراثي وعلى بيئتي وانا ازرع ذلك في أبنائي، وتزيد النسور كثير من المؤسسات الوطنية والجمعيات تحاول المحافظة على التراث الخاص باللباس، وتحاول جمعية بيت التراث الأردني المحافظة على تطريز الثوب التقليدي منعا من الاندثار، وتقول فاطمة النسور ان الجمعية تحافظ على موروث الأجداد من خلال إقامة دورات للفتيات وتشجيعهن على تعلم التطريز، كما نحاول إحياء التراث القديم من خلال إقامة معارض ترتدي فيها الفتيات هذا الزي، لنؤكد لأي زائر مدى أهمية هذا الزيّ.