افتتحت وزيرة الثقافة هيفاء النجار معرض "الأوديسة اليونانية" للفنانة ريما البشير اليوم السبت في غاليري "دار الأندى".
ويتناول المعرض الذي يضمّ 19 لوحة، عدداً من الأساطير الأغريقية ضمن رؤية معاصرة تربط بينها وبين الراهن السياسي والاجتماعي بما تحمله من إسقاطات على موضوعاتها المتعددة، التي تحاكي علاقات الحب والسلطة، والحياة والموت.
واختارت البشير عنوان معرضها المقتبس عن الملحمة الشعرية اليونانية الشهيرة التي ألّفها الشاعر هوميرس، وتتحدث أبياتها عن رحلة البطل أوديسيوس التي استمرت 10 سنوات، وتعكس في جانب منها فكرة الانتقال أو العبور من زمن إلى آخر ودلالاتها المختلفة.
وتحمل إحدى اللوحات المعروضة عنوان "ولادة أثينا" التي تحيل إلى إلهة الحكمة والشجاعة والحرف في الحضارة اليونانية القديمة، وهي ابنة زيوس وميتيس، حيث كان والدها يخشى من قوة والدتها فقرّر أن يتخلص منها، لكن أثينا وُلدت في النهاية مسلحة برمحها ودرعها.
وتستخدم البشير وسائط مختلطة على الورق والقماش والكانفاس والكتان، وتقدّم أعمالها الميثولوجيا الإغريقية في مستويات عدة، يأتي في مقدمتها البعد الفلسفي الذي تتضمنه كل أسطورة، وصلاتها بنشأة الكون وأصل الحياة وتمثلات أبطالها الذي يختزلون في صفاتهم أنماطاً أساسية يمكن أن تنطبق على البشر أو المجتمعات أو الدول، وهي ما حاولت الفنانة الإيحاء به.
وفي المستوى الجمالي، فإن اللوحات تحتفظ بقدر من التشخيص الذي تبرزه المنحوتات والنقوش اليونانية، لكنها تسعى إلى تجاوزه من خلال لغة وأسلوب عصري، من خلال النزوع نحو التجريد في تكوينات بعض اللوحات، وكذلك في استخدام ألوان تبتعد عمّا هو شائع في رسم ونحت تلك الأساطير.
يُذكر أن ريما البشير حازت شهادة البكالوريوس في الفنون البصرية من الجامعة الأردنية 2012، وشاركت في عدد من المعارض الفردية والجماعية في الأردن وبريطانيا، إلى جانب مشاركتها في عدد من الورشات والمنتديات الفنية.