تحتفل الأسرة الأردنية وأحرار الأمة، في الحادي والعشرين من آذار بذكرى معركة الكرامة الخالدة، كرامة العز والفخر التي شكلت نقطة تحول كبيرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وصفحة مشرقة من الصبر والتحدي والتصميم لدى أبناء الجيش العربي خلالها النشامي أروع البطولات وأجمل الانتصارات على ترى الأردن الطهور.
معركة الكرامة هي بوابة المعارك ومؤشر الانتصارات والروح والمعنويات العالية التي صنعت النصر واستطاعت قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة في مرحلة إعادة البناء، أن تجابه قوى العدو وتنتزع منه زمام المبادرة التي أدخلت الأمة بكاملها دائرة الفعل، وأخرجتها من آلامها وجراحها التي سببتها نكسة حزيران إلى الأمل والنور ونشوة النصر والمجد والخلود.
كان الحسين طيب الله ثراه ينادي الأردنيين والعرب في خطاب بمناسبة عيد الفطر في الليلة الأخيرة من سنة ١٩٦٧، «فالمؤمن لا يكون إنهزامياً، والانهزامي لا يكون مؤمناً، وإن الله جنوداً إذا أرادوا أراد».
وكانت الرسالة واضحة، فإذا أصر المعتدي على عدوانه فلا بد أن يدفع ثمن غروره، وكانت العسكرية الأردنية تعرف بما تستند إليه من تاريخ وتجارب.
وقعت معركة الكرامة حين حاولت قوات الجيش الإسرائيلي احتلال الضفة الشرقية لنهر الأردن لأسباب تعتبرها إسرائيل إستراتيجية، وقد عبرت النهر فعلا من عدة محاور مع عمليات تجسير وتحت غطاء جوي كثيف، فتصدى لها نشامي الجيش العربي الأردني على طول جبهة القتال من أقصى شمال الأردن إلى جنوب البحر الميت بقوة.
وفي قرية الكرامة اشتبكت القوات المسلحة الأردنية في قتال شرس بالسلاح الأبيض ضد الجيش الإسرائيلي في عملية استمرت قرابة الخمسين دقيقة.
واستمرت المعركة أكثر من ستة عشر ساعة، مما اضطر الإسرائيليين إلى الانسحاب الكامل من أرض المعركة تاركين وراءهم ولأول مرة خسائرهم وقتلاهم دون أن يتمكنوا من سحبها معهم، وحقق الجيش الأردني في هذه المعركة النصر والحيلولة دون تحقيق إسرائيل لأهدافها. لقد كان يوم الكرامة أغرأ محجلاً في تاريخ العسكرية العربية عامة والأردنية خاصة، حيث أثبت الجندي الأردني بأنه قادر على انتزاع النصر وبقوة، وأثبت كفاءته وقدرته على تحمل الصعاب والمشاق من أجل وطنه لقد كان يوم الكرامة يوم رد شديد، جسد الجندي الأردني خلاله قوة بأس وصلابة الجيش العربي الأردني، وأبرزت معركة الكرامة دروسا في التلاحم الوطني بين الشعب والجيش بقيادته الهاشمية .
حفظ الله الأردن وقواتنا المسلحة، وأدام علينا نعمة الأمن والاستقرار في ظل جلالة قائدنا الأعلى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وسدد على طريق الخير خطاه...