في تاريخ ٢١ اذار عام ١٩٦٨ لمعركة الكرامة التي استمرت على إمتداد الوطن الكبير بعزة أهله وعلى سهول الأغوار وهضابه وفي أقصى الأغوار الجنوبية الأشم الذي استمر فيه السجال ٢١ ساعة متواصله تحت النيران الكثيف وتصدي جيشنا العربي الباسل بحزم لهذا الغرور الغاشم والتي سميت هذه العمليه بأسوتاه الرحمة في محور غور الصافي وغور فيفا كانت الأهالي في مساندة الجيش جنبا إلى جنب ينتظرون أمل كبير وفجرا جديدا يتغنى به الوطن .ولقد عاصر هذا الشيخ الفاضل ابو فتحي الذي سبق صيته بين أهل القرية وسيرته بصفته النابعة عن جوده وأصالته بأنه ( طعام زاد ) رهان الكرم . ولقد رأيت هذا الرجل متوشحا جبته السوداء التي عطرت سجاياه الطيبة وصوته المتفضل بالنصائح وقد سطر الصوره وهو شاهد عيان لينقل هذا الحدث الذي شاهده أمام عينيه كيف تم قصف أهل القريه بالطائرات وكان جدير بالذكر عن تطاير المدرسه التي تم قصفها في القريه ومسير الدبابات التي تحطمت وكسر هيبتها أمام الجيش العربي ولنا في هذه القرية فصول كثيره عن هذه الأخبار والوقائع للحدث التاريخي معركة الكرامة وعن الأهالي ليدرك هذا الجيل بأن الوفاء للوطن ثمين ورواية فخر ولما كان الشيخ أحمد خليل التايه سيرة أحكيت سمعناها من أهل القرية وأقاربه والذي أخلف الأثر في أهله وأبناءه ونجليه فتحي وحموده الذي التحق في سلك القوات المسلحة ليكون أول ضابط عسكريا من قرية غور فيفا مرتديا شعار الفخر والأعتزاز على جبينه ليخبرنا بأنها إرادة والده التي أحبها وقد توفي الشيخ الجليل احمد خليل الخطبا في اوائل التسعينات وهو مستلقيا على فراش المرض تحت سقف بيت الشعر ونجله الكبير يلقن به بنطق الشهادتين عند سكرات الموت منقطع الرحيل رحمه الله مودعا أهله وعشيرته وهو من أهل الفجر ولا نزكي على الله أحد وهذا دأب أبناء الوطن من الرعيل الأول الذين عاصروا هذه الوقائع . وما زالت تسرد لنا حكايات كثيره ستلخص عن هذا الأثر .
وقد سجل نشامى الجيش العربي أول نصر تاريخي على الجيش الإسرائيلي المتغطرس وحطموا أسطورته وأذلوا كبرياءه وغروره ونقشت الكرامة الخالدة بطولات الجيش العربي على صفحات التاريخ المشرق فعانقت أمجاد أجدادنا في حطين واليرموك وعين جالوت وظل الجيش العربي عبر تاريخه المجيد المثل في التضحية والبطولة تفخر الأمة وتتباهى بمواقفه الكبيرة في الذود عن حياض الوطن والعروبة.
معركة الكرامة سجل المجد وكتاب الخالدين سطر خلالها البواسل الأبطال أنصع البطولات وأجمل الانتصارات على ثرى الأردن الطهور وظلت أرواح الشهداء ترفرف في فضاء الأردن فوق سهوله وهضابه وغوره وجباله وتسلم على المرابطين فوق ثراه الطهور ويتفتح دحنون غور الكرامة على نجيع دمهم الزكي وتسري في العروق رعشة الفرح بالنصر ونشوة الافتخار بهذا الجيش العربي الهاشمي.