يسقبل الأردنيون شهر رمضان المبارك في كل عام بلهفة وشوق كبيرين وبفرح وسرور لا يوصفان , فهو شهر الخير والرحمة والبركة , شهر العبادة والأعمال الصالحة والتقرب إلى الله والابتعاد عن المعاصي والذنوب ,فمن خلاله نقترب أكثر إلى الله بالصلوات والدعاء وقراءة القرآن , وصلة الرحم وأعمال الخير والتآخي والتراحم والتكافل الاجتماعي .
لشهر رمضان المبارك في الأردن مظاهر عديدة للفرح والبهجة وفي العادات والتقاليد تزخرف الحياة اليومية للصائمين , وتتشابه كثيرا بينها وبين العديد من الدول العربية والإسلامية , سواء من حيث استقباله وطقوسه اليومية وقضاء لياليه وأكلاته فكل شعب أو دولة يعبر عن هويته التراثية والتاريخية المتوارثة جيلا بعد جيل .
من أهم مظاهر البهجة والفرح في رمضان هي زينة رمضان المنتشرة في الشوارع والساحات وفي داخل وخارج المنازل والأماكن العامة والاستراحات وأهمها : الفوانيس الملونة المضاءة والمحاطة بعبارات دينية التي تكثر داخل المنازل , النجمة المضاءة وتكثر على مداخل المنازل , الشلالات المضاءة على جدران المنازل وفي الأماكن العامة , و أحبال الزينة المضاءة على أعمدة الكهرباء في الشوارع ومداخل المحلات التجارية وغيرها , وكذلك حركة الناس في الأسواق تنشط بشكل كبير لشراء حاجات رمضان وجنوني في نهاية الشهر الفضيل لشراء حاجات العيد , بالإضافة إلى ضجيج صوت الباعة الجوالة المستمر خلال ساعات الليل في القرى والأحياء خارج المدينة , وتواجد الشباب في الشوارع بشكل مجموعات بعد صلاة التراويح وحتى ساعات متأخرة من الليل .
من أهم العادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك هي كثرة التجمعات العائلية , حيث تتجمع فيه الأسرة كاملة على سفرة واحدة , تكثر فيه الزيارات واللقاءات والولائم " العزايم " الرمضانية بين الأهل والأقارب من باب صلة الرحم , وتكثر أعمال الخير والتآخي والتراحم والتكافل الاجتماعي , وكذلك تبادل أطباق الطعام بين الجيران والأقارب , وصناعة وتحضير الأكلات الشعبية والشهيرة مثل : المنسف بالجميد البلدي , والمسخن , والكباب , اما التحلية تتمثل بالقطايف و التمر الهندي .
مظاهر البهجة والفرح والعادات والتقاليد في شهر رمضان المبارك منها ما يعود إلى آلاف السنين ومنها ما تغير مع مرور الزمن بسبب كثير من التحديات والمستجدات التي استنبتتها الحياة العصرية مع تقدم التكنولوجيا فمنها ما أصبح رائجا ومقبولا لدى العامة , ومنها لم يصمد بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية , ولكن يبقى لرمضان نكهة خاصة لا يشعر بلذتها سوى من صام رمضان إيمانا واحتسابا لوجه الله تعالى .