سنة 1975 قدمت النجمة الراحلة فاتن حمامة فيلم "أريد حلا" وكان السبب في تغيير قانون الأحوال الشخصية، وبعد 47 عاما تعود الفنانة نيللي كريم لتقدم عملا تلفزيونيا من خلال السباق الرمضاني يعيد فتح ملفات الأحوال الشخصية في الزواج والطلاق والعنف ضد المرأة وحضانة الأبناء، من خلال قصة كتبها الإعلامي إبراهيم عيسى، بعنوان "فاتن أمل حربي" والذي تحاول نيللي من خلاله إثارة الجدل.
وعن استناد العمل على وقائع حقيقية، وطموحها من خلال المسلسل، تحدثت النجمة نيللي كريم ل"العربية.نت"، حيث تطرقت لتعاونها الأول مع إبراهيم عيسى وأيضا مع هالة صدقي وشريف سلامة، وكواليس العمل وتحديدا مع المنتج جمال العدل.
**الحمدلله، فالعمل يقدم قضية لسيدة تشبه الكثير من سيدات مصر، تعمل وتكافح وتجتهد من أجل استمرار الحياة، والحفاظ على استقرار أسرتها. ثم تجد نفسها فى مواجهة مشكلات أسرية شائعة فى عدد كبير من البيوت المصرية، وتسعى للتغلب على الظروف والتخلص من القيود التى يفرضها المجتمع. فتقاوم وتواجه مشكلاتها بثبات وقوة. وهي صاحبة شخصية مميزة، وبمثابة عمود الأساس فى بيتها، حيث يلجأ إليها الجميع لمساعدتهم فى حل أى مشكلة، وهو ما جعل قصة المسلسل قريبة للكثيرين.
*وهل توقعتي هذا النجاح الذي حققه المسلسل خلال تلك الأيام القليلة؟
**لا أحسبها بالتوقعات أو ما سيحققه العمل من ردود فعل، بل أقوم بتقديم العمل وأترك النتيجة للجمهور، وإذا كان هناك مجهود، وكان العمل جيدًا سينجح وسيحقق مردوده فى الشارع، فالمهم التفاني فى العمل وتقديمه بإخلاص.
**الدراما لا يمكن أن تصل بصدق إلى الناس إلا إذا كانت معبرة عن أحداث ووقائع نعيشها، وفي هذا العالم بالتحديد أجزم أن ما نقدمه مررنا به وعانينا منه في حياتنا، ومازلنا نعاني منه، حيث التهميش والعنف ضد المرأة وللأسف الضحية هم الأبناء في النهاية.
*وهل كان لك لقاءات وقت التحضيرات مع نماذج لديها قضايا تشبه قضية "أمل فاتن حربي"؟
**علي مدار السنين، التقيت شخصيات كثيرة فيها شبه كبير من "فاتن"، وتعاني من المشكلات نفسها، بالإضافة إلي الخبرات الحياتية، ف"فاتن" سيدة لديها آمال وطموحات، وتحارب في الحياة من أجل أولادها وعائلتها، فهي متزوجة وتعاني من مشكلات عائلية مثل الكثيرات في مجتمعنا، وتضطرها الظروف إلى أن تلجأ للقضاء للبحث عن حقوقها، فكل يوم هناك العشرات من القضايا أمام محاكم الأسرة والمحاكم العادية ويكون طرفها المرأة وغالبا تكون نتيجة عنف أو حقوق مسلوبة، أو حرمانها من أولادها.
*وعلي الصعيد الشخصي هل مرت نيللي كريم بمواقف مماثلة لما يحدث مع "فاتن"؟
**أنا من خلال المشاهد التي قمنا بتصويرها والمواقف التي تعرضت لها، فأنا بالفعل مررت بمواقف مماثلة لما مرت به هذه المرأة، وأؤكد أن معظم النساء مررن بمواقف مثل تلك التي نطرحها، فالموضوع يلمس واقع عشناه أو لمس أحد ممن حولي، أو قرأت عنه، فالموضوعات الإنسانية دائما ما تلمس قلوب المشاهدين وعقولهم. ولكن ما أتمناه أن يثير العمل جدلًا كبيرًا في الشارع مع عرضه بسبب قوة القضية التي يناقشها والجدل حولها.
*هذا العمل هو أول عمل تليفزيوني يكتبه ابراهيم عيسى.. فكيف وجدت الأمر؟
**أنا في الأساس أحب متابعة كل ما يكتبه، وفي الحقيقة الكاتب ابراهيم عيسى تناول الموضوع بذكاء كبير وبشكل مختلف ومميز، وهو ما سيظهر على الشاشة من خلال أحداث المسلسل. والخيوط الدرامية وتفاصيل الشخصيات التى جرى تضفيرها بشكل مميز، وأعتبر نفسي محظوظة أن أكون بطلة أول مسلسل يكتبه، فهو عمل عميق يقدم معالجة واقعية لقضايا اجتماعية مهمة وأساسية.
*وكيف كانت كواليس العمل؟
**الأجواء عائلية، والكل يسعى إلى أن نقدم عملا ينال احترام الجمهور، فالجميع كان يسعى إلى تحقيق هدف واحد وهو خروج المسلسل فى أفضل صورة، وساعدت روح الحب والتعاون التي سادت بين جميع أفراد العمل من زملاء ممثلين ومصورين ومساعدي إخراج ومختصي أزياء وديكورات وإضاءة في توصيل ذلك للجمهور على ما أعتقد.
كما إنها المرة الأولى التي أتعاون فيها مع الفنان شريف سلامة، وقد كان بمثابة مفاجأة بالنسبة لي وأعتقد للجمهور أيضا، فقد حدث بيننا تناغم في الأداء، حيث يجسد دور زوجي "سيف الدندراوي"، وينشأ بيننا خلاف أسري وتتعقد الأمور لتصل إلى المحاكم. واتفقت مع شريف على تفاصيل كل مشهد بما فيها مشاهد الضرب، والمشاجرات وأن تكون طبيعية، وفي الحقيقة سيتفاجأ الجمهور به لأنه يؤدى دورًا جديدًا واستطاع أن يتفوق فيه على نفسه.
الحقيقة هو العمل السابع مع المنتج جمال العدل، وأنا سعيدة بهذا التعاون، فهو رجل صاحب وجهة النظر التي يقدمها، ولديه مشروع فني واضح، وهو حريص على أن يختار فريق العمل بعناية شديدة من ممثلين أو كتاب او مخرجين. وفي العمل الذي نقدمه في رمضان يقدم العدل عملا دراميا ينصف المرأة المصرية، ويقدم نموذجًا قويًا يواجه التحديات والمشكلات بثبات، ويسلط الضوء على ثغرات فى قوانين الأحوال الشخصية يمكن أن تكون سببًا فى إسراع الجهات المختصة لتداركها من خلال سن قوانين جديدة أو إقرار تعديلات جديدة. وهو ما يواكب التحول الكبير الذى نشهده فى الجمهورية الجديدة، والاهتمام الكبير الذى توليه القيادة السياسية بقضايا المرأة، والحرص على إزالة العوائق التى تعترض طريقها للترقى الاجتماعي والإداري.
عندما قدمت الراحلة فاتن حمامة الفيلم مع المخرج سعيد مرزوق، ساهم العمل في تعديل قوانين الأحوال الشخصية، ولكن ما نطرحه في المسلسل أكثر تعقيدا حيث نطرح قضايا متشابكة، وأطرافها كثيرون، ولها أبعاد أخري. كما أن هذا ليس هدفنا من المسلسل، حيث نهدف إلى توصيل رسائل للمجتمع لأن دور الدراما الكشف عن الأخطاء، فنحن نقوم بتسليط الضوء على المشكلات الحقيقية التي تمر بها أي إمرأة تريد حقوقها. وإذا ساهم المسلسل في أي تعديل لمصلحة المرأة سأكون في قمة السعادة