نيروز الإخبارية : خالد ابو هنطش
#نيروز-على وقع توازنات دقيقة، صاغت الدائرة الأولى سباقها الانتخابي لمجلس الامة أمس، وسط أجواء تصويت استنفرت العصب الطائفي والجهوي، إلا أن هذا الامر لم يصل الى درجة التناحر، فهناك ناخبون شيعة صوتوا لمرشحين سنة والعكس، وهذه هي الديموقراطية الكويتية التي تختصر الدائرة تجربتها، حتى لتكاد تكون «كويت مصغرة».
احتدام المنافسة بين المكونات الثلاث (الحضر السنة نحو 30 ألف ناخب، والشيعة بتفرعاتهم الذين تجاوزوا 30 ألفاً، إضافة إلى العوازم وعددهم زهاء الـ10 آلاف ناخب)، كان الحاضر الأكبر، رغم سلاسة المشهد الانتخابي، فحاول كل مكون أن يشحذ همم مقترعيه، مستغلا أي وسيلة ممكنة، فجاء السباق في بعض مناحيه، تصويتاً فئوياً وطائفياً، غذاه بعض الفتاوى ووصايا اتخذت منحى دينياً بعض الشيء.
ومع إقفال الصناديق بدت الصورة أكثر وضوحا، حيث لوحظ التزام أبناء العوازم تجاه مرشحيهما الحريص والهدية، إضافة الى مرشحهم الثالث الحريتي الذي حاز على نسبة تصويت عالية من اقاربه وبعض أبناء السنة الحضر والشيعة على السواء، الأمر الذي يعزز فرص العوازم.
وربما تكون قاعدة التلاصق (التصويت للأقرب) طبقت بشكل واضح، فالناخبون الشيرازية صبوا اصواتهم بالكامل لمصلحة مرشحهم صالح عاشور، والبحارنة صبوا اصواتهم للمرشح حسين القلاف، وكذلك الوضع بالنسبة للحساوية الذين صوتوا لمرشحهم علي القطان، والتحالف الوطني الاسلامي الذي صوت لمرشحه عدنان عبدالصمد.
ونأت نون النسوة عن المنافسة، حيث كان من لافتاً ان المرشحتين لم يتداول المراقبون اسميهما، ما يدل على بعدهما عن المنافسة التي اقتصرت على المرشحين الذكور. وظهرت اصوات شيعية شبابية تطالب باقصاء المرشحين المخضرمين، ولكن أصواتهم مشتتة، وربما لن يكون لهم تأثير في الانتخابات الحالية، ولكن أصواتهم في تنامي والتأثير ممكن في المستقبل.