قال"نبيل أبوالياسين "المحلل الحقوق والباحث في الشأن العربي والدولي، في بيان صحفي صادر عنه اليوم «الأثنين» للصحف والمواقع الإخبارية، تعقيباً على نتائج الجولة الأولى من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، إن سيناريو توقعتهُ كل المراقبين، وإستطلاعات الرأي، إعتبروا أن المفاجأة هي قفزة زعيم اليسار الراديكالي "جون لوك" ميلنشون عن موقعه في الإنتخابات السابقة بنسبة تزيد على 22%.
وأضاف"أبوالياسين" أنه ورغم كل التوقعات تصدّر الرئيس المنتهية ولايته "إيمانويل ماكرون” نتائج الدورة الأولى من الإنتخابات الرئاسية الفرنسية، أمس، بحصوله على ما بين "27.9 و29.7% "من الأصوات، وتأهّل إلى الجولة الثانية مع منافسته اليمينية المتطرفه والمعادية للإسلام والمسلمين بشكل علني"مارين لوبن" التي نالت ما بين "23.2و24.7% "والتي تتوعد المسلمين في حال فوزها.
مضيفاً: أن العرب والمسلمين قاموا بدوراً كبيرً في الحملة الإنتخابية لميلنشون، وأنه أصبح للصوت العربي والإسلامي عامة دور مهم في فرنسا، وإن لم يوصل المرشح إلى حد الدور الثاني، وتوجه الكثير من المسلمين وصوّتوا لماكرون، بإعتباره وسطاً بين اليسار "الراديكالي" واليمين "المتطرف"، وخوفاً من أن يصل إلى الدور الثاني ميلنشون ومارين لوبان، وفي هذه الحالة ستفوز مارين بالرئاسة المعادية بشكل واضح للعرب والمسلمين.
كما أضاف: أن فرنسا أصبحت مقسمة إلى ثلاث أجزاء جزء منها عزّز فيه اليمين "المتطرف" مكانته وأصبح يمثل أكثر من ثلث الشعب الفرنسي "37%"، ويمثل هذا الجزء القاعدة الصلبة، في حين لا تزيد نسبة اليسار على 32%، ومنح الجزء الثالث من الفرنسيين أصواتهم لماكرون، الذي أوصى رؤساء الأحزاب بالتصويت، تفادياً لتحقق سيناريو يضر بالوطن ”فرنسا" بفوز مارين لوبان وفق المصدر.
وأشار"أبوالياسين"إلى قلق اليمين المتطرف، وأن قرب لوبان من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين"، لا يزعج السياسيين الفرنسيين فقط، بل الأوربيين بشكل عام،
وخلص إلى أن فرنسا لم تكن يمينية بهذا الشكل منذ يزيد من 70 عاماً، ومعتقداً أن حصول اليمين المتطرف على الرئاسة أصبح قريباً.
وأوضح "أبوالياسين" أن ماكرون عزّز جانبه الأيمن أكثر خلال فترة حكمه، كما لاحظ المتحدث إنهيار الأحزاب التقليدية التي حكمت فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، إذ لم تزد نسبة مرشحة الحزب الاشتراكي على 2.3%،
وكانت المفاجأة، وفق المصدر من الداخل الفرنسي، أن تحصل مرشحة الحزب الجمهوري "الذي حكم فرنسا أكثر من 40 سنة" على 5.2%، وهي نسبة أقل بكثير من التي حصل عليها في عام 2017.
ويتوقع"المحلل الحقوقي" أن تحدث مفاجأة بفوز لوبان في الجولة الثانية، إذا لم تكن هناك تعبئة قوية، مفيداً بأن لها حظوظاً في ذلك، وعن الوعود التي قدمتها "لوبان" للفرنسيين، قال "أبوالياسين" إنها غير واقعية، وإن أقصى ما يمكنها فعله هو التضييق على المسلمين والعرب بمزيداً من القوانين المجحفة وتزيد من وتيرة التحريض ضدهم.
كما أوضح: أن المشهد من خارج فرنسا ربما أظهر ماكرون في الأيام السابقة بأنه معادياً للإسلام والمسلمين، بسبب تصريحاتة عقب الرسومات المسيئة للنبي "محمد "صلى الله علية وسلم آنذاك، إلا أنه يعُد"الأكثر إعتدالاً"، والخيار الأفضل للعرب والمسلمين في فرنسا، بين باقي المرشحين،
ويعتقد "المحلل الحقوقي" أن الرئيس "ماكرون" سيتحرر من عقدة البداية الثانية، وسيظهر على حقيقتهُ هذه المرة، وأنه يتمتع بتصور إيجابي عن الإسلام والمسلمين، وأنه سيتحرر من عقدة اليمين المتطرف في الفترة الثانية.
وإستدرك"أبوالياسين"، بأن "ماكرون" سيصل إلى السلطة لعدة أسباب، منها أنه يقود الإتحاد الأوربي الآن، ويتزعم فرنسا، وكأنها في حرب كما أن الفرنسيين لن يختاروا "لوبان"لقناعتهم بأنها قد تسبب إزاعجاً لفرنسا في حال فوزها، وذهب"أبوالياسين" إلى أن الحصيلة الإقتصادية "لـ"ماكرون ليست سيئة، إذ إنخفضت البطالة بشكل كبير إلى مستوى لم تصل إليه منذ أكثر من عشرة سنوات، مع الأزمة التي تزامنت مع جائحة كورونا كوفيد-19.
ويرى”أبوالياسين" أن ماكرون يتسم بالوسطية إذ يلعب على حبل اليمين المتطرف حتى يجذب الأصوات إلية، لكنه في الوقت نفسه يعطي إشارات للمسلمين والعرب من خلال بعض السياسات، منها أنه أبتعد، ولم يتحدث في حملته عن المهاجرين ولا عن الإسلام، مستفيداً من الهجوم الشرس الذي تعرض له من العرب والمسلمين، وكان أبرزها حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية فضلاً عن تصدينا العنيف له من خلال بياناتنا الصحفية التي إستنكرت بشدة تلك التصريحات الصادره عنه آنذاك.
متوصلاً: على عكس مرشحة اليمين المتطرف"لوبان" التي مازال مستمره في نهجها العدائي، وتوعّدت في حملتها الإنتخابية بحظر الحجاب، والذي إتهما"ماكرون" بأنها تكذب على الناخبين بشأن برنامجها الإنتخابي واصفاً إياه بأنه "عنصري” لأنه يتضمن حظر الحجاب، وأشار "ماكرون" في هجومه على "لوبان " إلى "حالة الرضا” التي تنتهجها في التعامل مع قرارات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين".
وأكد"أبوالياسين"في بيانه الصحفي، أن "ماكرون"لا يفوز هذه المرة بالنسبة نفسها التي حصل عليها في 2017، عندما حصل على 64% في الجولة الثانية، بل سيصوت نصف الفرنسيين له فقط، وسيصوت بعضهم "لـ " مرشحة اليمين المتطرف "لوبان"، تصويتاً عقابياً له.
مؤكداً: أن سياسات "لوبان" الإجتماعية تهدف إلى تقسيم المجتمع "الفرنسي" بأكثر الطرق وحشية، مما يؤدي إلى حدوث بطالة جماعية، وإثارة قلق المستثمرين الأجانب، فضلاً عن ؛ موقفها من الحجاب لا يتناسب مع الجمهورية الفرنسية والعلمانية القائمة على مبادئ الحرية حسب أراء الأغلبية العظمى من المجتمع الفرنسي، وغيرهم من مجتمعات الدول الآخرى.