((وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)) ، رحلت السنديانه وهي واقفه صابره محتسبه رحل ذلك الجندي المجهول الذي قد كنت كلمتكم عنه ذات يوم ، توقف الزمن وتجمد الحنان في عروق الدنيا وفقدت الازهار اريجها وباتت كلها سوسنة سوداء ، فقدت اطعمتي مذاقها واوجاعي ترياقها ، ونار الفراق اكتوت بها أضلعي وتحجر الدمع في مدمعي . حاولت ان اتماسك اثناء مرضك الذي لم يدم الا اياما برغم ان الأطباء كانو يسرّون لي كابنك الاكبر بأن وضعك خطير ولا يوجد تحسن ، لم اكن اصدق مايقولون ولم تهزني نتائج الفحوصات والتحاليل وارقامها ، فقد كنت اراك قويه وستخرجين قويه وستجتازين تلك الازمه ، لكن قدر الله وماشاء فعل.
أمي ... كلما دخلت البيت انظر الى المكان التي كنت تجلسين فيه دائما مهيئا نفسي اني اراكي ولو تخيلا ، لكن خلوه منك يصفعني على خدود القلب فيهز شغافه، فأجلس مقابل ذلك المكان ارحل مع الذكريات وكلامك الطيب ، ( اشرب قهوه انت تحبها )، ( خذ مخده ثانيه وتريح) ، ( يمه لاتفكر ولا تهمم الدنيا رايحه)،( امانه .... معك مصاري ولا اعطيك) ،( اقوم اسويلك اكل انت تحب طبخي ) .
فأصحو على اصوات الحاضرين يقولون وين سرحت ابو جميل .
لقد هزني رحيلك يا امي برغم وصفك لي بالكتوم ، الا إن ملامحي تفضحني وعدم اهتمامي بامور الدنيا رغم انفي تجرحني .
رحيلك يا أمي كسحب الغطاء عني في أيام الشتاء ، رحيلك يا أمي كمن يصّعّدُ الى السماء ، رحيلك يا أمي يلخص قصة السمك والماء ، رحيلك يا أمي اوجع القلب واصاب منه السويداء.
الى اللقاء في جنات الخلد مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا بإذن الله.