ليس الله ببعيدٍ فلا يَسمع أو بقاسٍ فلا يُجيب أدعيتنا وصلواتنا. وصلواتُنا يجب من تكون نابعة من أعماق قلوبنا من أجل جميع الناس دون تمييز، ولا سيما من أجل الملوك والحكام لكني نقضي حياة آمنة مطمنّة بكل تقوى ووقار.
ففي هذا الأسبوع اتحدت قلوب وصلوات الأردنيين لأجلِ ملكِ البلاد وسيدها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم في كنائس وجوامع مملكتنا الحبيبة، فجلالته تٌجمِعُ على حبّه كلُّ القلوبِ ويلتفُّ حولُهُ كلُّ الأردنيين من شتى المنابت والأصول، ولأجل شفائه ترتفع الأكف إلى السماء ضارعة إلى الله العلي القدير أن يحفظ جلالته من كلّ سوء، وأن يكلل العملية الجراحة للإنزلاق الغضروفي بنجاحٍ تام، وأن ينعم على جلالته بنعمة الشفاء التام وكذلك العودة سالماً غانماً لأسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة لمتابعة شؤون البلاد وأمورها عن قرب وعن كثب.
نعم هناك في الأردن الكثير من الأمور التي توحِّدُ قلوب جميع المؤمنين بالله مسلمين ومسيحيين، فنجتمع على البّر والتقوى ومخافة الله ورضاه، ونجتمع على إكمال مسيرة البناء والعطاء عبر المئوية الأولى للدولة الأردنية وتقدُّمِ الأردن العزيز على قلوبنا جميعاً والذي نفديه بأروحنا وأجسادنا، والذي لأجله قدّم أباؤنا وأجدادنا الغالي والنفيس حتى غدا الأردن على ما هو عليه الآن معجزة عصره في ظل ظروف إقليمية صعبة ومعقدة بفضل قيادته الحكيمة وشعبه العظيم. ونجتمع أيضاً في الدفاع عن ثرى فلسطين وعروبتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية التي تنعم بالوصاية والرعاية الهاشمية المباركة عليها .
وكم نحتاج أيضاً أن نوحِّدَ قلوبنا وصلواتنا في هذه الأيام المباركة من فصل الصوم الذي يسبق عيد القيامة المجيدة وعيد الفطر السعيد خصوصاً في ظل التطورات الخطيرة والمتصاعدة في فلسطين ولا سيما في مدينة القدس الشريف، أرض الآلام والقيامة وأرض الإسراء المعراج. فبظل غياب العدالة والسلام يبقى الجرح نازفاً والجراحات كثيرة والتضحيات فادحة، حتى يتم التوصل إلى سلام قائم على العدل ومرتكز على الحق ويحيا الجميع بأمن وسلام. فمن حقّ الناس أن تحيا بحرية وعدالة ومساواة ومن حقّها أن تعيش بكرامة وتمارس حقوقها الأساسية في العبادة من غير عراقيل أو حواجز وأن يتم المحافظة على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس، فتبقى القدس مفتوحة للجميع ويفوح من عطرها رائحة الوئام والعيش المشترك والأخوة الإنسانية.
فلتقرع أجراس الكنائس ويرتفع آذان المساجد مرافقة لأدعية المؤمنين أن يحفظ الأردن وملكينا المفدى وأن يهدى قلوب السياسيين والمسؤوليين في طريق المحبة والسلام.