هاجم"نبيل أبوالياسين" رئيس منظمة الحق الدولية لحقوق الإنسان، والباحث في الشأن العربي، والقضايا العربية، والدولية في تصريح صحفي صادر عنه اليوم «السبت» الإعلامي "إبراهيم عيسى" على خلفية مسلسل فاتن أمل حربي، الذي يحمل في مادتهُ إساءه بالغة لرجال الدين مستغرباً من تعمد" تكرار عيسى" إثارة الجدل، ومحاولتةُ إظهار رجال الدين بشكل غير لائق للرأي العام المصري والعربي والدولي؟
وأضاف"أبوالياسين" أن الشَّحن السَّلبي المُمنهج الذي بات في غالبية الأعمال الفنيّة، وخاصةً في مسلسلات رمضان تجاه الدّين، وتشويه المفاهيم الدِّينية والقِيم الأخلاقية بهدف إثارة الجَدَل وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات، نذير خطر يؤذن بتطرف بغيض ويهدّد الأمن الفكري والسِّلم المجتمعي وإستقامته، ولا بد من التصدي له بكل قوه وحزم من الجهات المعنية.
وقد أثار مسلسل "فاتن أمل حربي” منذ عرض حلقاته، جدلاً وإنتقادات واسعة في مصر، وهاجم نشطاء على مناصات التواصل الإجتماعي ، مؤلف المسلسل إبراهيم عيسى، محذرين من فتن يثيرها وسموم يحاول نشرها.
وتدور أحداث المسلسل، حول إمرأة تعاني، وطفلتها من مشكلات مع مُطلِّقها وتواجه بعض العقبات بسبب قانون الأحوال الشخصية الذي يحرمها من أطفالها إذا تزوجت من رجل آخر، حيث تتقدم بـ14 قضية وتتهم القانون بأنه لا ينصف المرأة .
وبموجبة: أصدر الأزهر الشريف بياناً شديد اللهجة منذُ قيل بعد هذا الجدل الكبير الذي أثير حول مسلسل، ومؤلفه "إبراهيم عيسى"، الذي يبث في الموسم الرمضاني الحالي في مصر، ويناقش قضايا الأحوال الشخصية ويربطها بأمور فقهية، ويظهر رجل دين "بصورة غير لائقة”.
وأشار"أبوالياسين" إلى أن تعمُّد تقديم علماء الدّين الإسلامي بعمامته الأزهرية البيضاء في صورة الجاهل، إمعه"مُقلِّد في الدِّين"، ومعدوم المروءة، الدنيء النَّفس، العَيِيّ اللسان، في بعض الأعمال الفنيّة، يعُد تنمُّرٌ، وإنتهاك صارخ لرجال الدين وعلماءنا الأجلاء، فضلاً عن؛ إنه تشويه مقصود ومرفوض، ولا يتناسب مع توقير الشعب المصري العظيم للأزهر الشريف،ولعلماء الدِّين ورجاله.
مشيراً: إلى مكانة الشريعة الإسلامية، قديماً ، وحديثاً، وتكاملها، وعصمتها وصلاحيتها لكلّ زمان ومكان، وأن تجديد الفكر، وعلوم الإسلام حِرفة دقيقة يُحسنها العلماء الرَّاسخون في المحاضن العلمية المُتخصّصة بالعلم والمعرفة.
وحذّر"أبوالياسين" في تصريحهُ الصحفي من الإستمرار في الإستهزاء بآيات القرآن الكريم، ومحاولة هدم مكانة السُّنّة النبوية، وإذكاء الأفكار المتطرفة، وتشويه صورة عالِم الدّين "علماء الأزهر" في المجتمع المصري، الذي يعدون من أهم الرموز الإسلامية في العالم الإسلامي.
وكذب"أبوالياسين"الأسلوب الرخيص والبليد، لما يثار في بعض الأعمال الفنية بشأن حضانة الأولاد، وأن طرح القضايا الدينية، والمُجتمعية العادلة في قوالب مشبوهة وتظلم هذه القضايا بشكل كبير، وأن إستخدام المنهج الإنتقائي الموجّه في عرض مشكلة مجتمعية، لا يعرضها من جميع جوانبها، لا يُساهم في حلها، بل يُفاقمها، ويزيد الإستقطاب المهين حولها، ويعكِّر السِّلم المُجتمعيّ في مصر والدول العربية والإسلامية بل تصل ذروتة للعالم بأسره كنهج إسلامي، ويُصدّر للعالم صورة مُجتزأة "مكتفى بها"وسلبية مقصودة عن علماء "الأزهر الشريف"والمجتمع المصري على غير الحقيقة والواقع الذي يعيشه.
وأكد"أبوالياسين" أنه لابد من التصدي بكل قوة لهذا الفكر المتطرف الذي يريد النيل من علماء الأزهر أعظم المؤسسات الدينية والتعليمية في مصر والعالم الإسلامي، وأن تغذية العُقول، والنُّفوس بما يُسهم في بناء الإنسان ويُعزِّز من منظومة القِيم والأخلاق ويُشغِل الناس بالخير النافع، هو أهم أدوار الإعلام الواعي ومسؤولية دينية ووطنية مُشتركة وأمانة سيسأل الله عزَّ وجلَّ عنها الجميع يوم القيامة، وأن الدفاع عن علماءنا علماء الأزهر الشريف ليس فضل منا بل واجب وطني وشرعي.
مؤكداً: أن التَّستُّر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وتصوير بعض الأفراد للتراث الإسلامي كعدوٍّ للمرأة، وإستخدام الإعلام والدراما في شهر رمضان الكريم، وغيرها لتشويه هذا التراث، فكرٌ خبيث مغرض، ومقصود، ويستهدف تنحية الدين جانباً عن حياة الإنسان وتقلّيل أهمِّيَّته أو حجمه، ويدعو إلى إستيراد أفكار غربية دخيلة على مُجتمعاتنا العربية، والإسلامية بهدف ذوبان هُوُيَّتِها وطمس معالمها السمحه.
وختم"أبوالياسين" تصريحة الصحفي قائلاً: إن الأزهر سيظل بإذن الله، إلى يوم الدين، منارةً سامقةً لنشر الوسطية والإعتدال، وعلوم الإسلام، ويحفل تاريخ الأزهر الشريف بأحداث جليلة جعلته صرحاً شامخاً، وأيقونة من أيقونات القاهرة، ليتحول مع مرور الوقت إلى منارة الإسلام وقبلة للعلم التي يقصدها المريدون من طلب العلم، وأقدم جامعة عالمية، وحاملاً لراية الدين والوطنية، والحضارة الإسلامية، ومنبراً للدعوة، ولم يكن جامع الأزهر مجرد قبلة للعلم ومنارة للحضارة الإسلامية أو مسجد أثري عريق، بل غدا أحد أهم الأماكن التي يرتبط بها المصريون على الخصوص، والعالم الإسلامي على العموم في علاقة روحانية يشهد عليها شارع الأزهر في المناسبات الدينية، وخاصةً في شهر رمضان الكريم.