نيروز الإخبارية : طعنة في بطنه أردته قتيلا، فتوفي صائما أمام بنايته في منطقة حي نزال بالعاصمة عمان في حادثة أثارت الرأي العام.
مراد الرنتيسي (43) عاما، خرج من منزله قبيل الإفطار بساعة لشراء المستلزمات وذلك قبل أيام، إلا أنه لم يعد إلى منزله فلقد تلقفه الموت على يد "حدث" يعيش في ذات البناية.
روى طه أبو جلغيف الصديق المقرّب للمتَوفى الرنتيسي تفاصيل الفاجعة التي باتت كابوسا لعائلة المجني عليه وأهالي المنطقة على وقع الصدمة التي سيطرت على المشهد.
وقال أبو جلغيف إن مراد قبل وفاته بأسبوع خرج من منزله إلى "السطح" بعد أن سمع صوتا فوجد القاتل "الحدث" برفقة شخص آخر فطلب منهما المغادرة، علما أنهما بررا تواجدهما للكشف عن خزانات المياه.
ولفت إلى أن مراد يعيش في الطابق الأخير من البناية الأمر الذي يجعله حريصا على عدم تواجد أشخاص بدون "سبب" حرصا على أهل بيته.
انتقام قبل الإفطار
وأضاف أن "الحدث" تربص بجاره مراد لأيام وأراد الانتقام منه نتيجة لطلب مراد من المتهم بعدم التواجد على "السطح"، وبعد أسبوع من الحادثة وعند عودة مراد إلى المنزل استَوقفه "الحدث" وقال ليش بتطلع علي ..ليش بتجحرني".
وتابع أبو جلغيف والد مرتكب الجريمة سمع نجله وهو يتحدث إلى الرنتيسي، فتوجه على الفور أمام البناية حاملا معه "عصا" لضرب مراد حيث حاول منعه، وقال له في محاولة لتهدئته "هدي يا حج وخلينا نروح على بيوتنا الدنيا صيام"، وفي الأثناء قام المتهم بطعن مراد ما أدى إلى وفاته.
أطفال الرنتيسي الثلاثة - ولدان وبنت - ما زالوا ينتظرون والدهم الذي خرج ليجلب لهم ما يريدون، إلا أنه لم يحظَ برؤيتهم، فابنه البكر "محمد" لم يصدق المشهد المؤلم وأنه لن يرى َالده مرة أخرى ولن يشتري له ملابس العيد برفقة شقيقيه.
أبو جلغيف تحدث عن صديقه الراحل بحزن وحسرة وقال إنه انتقل من منطقة جبل الأخضر إلى حي نزال منذ شهرين ونصف في منزل للإيجار وكأن الموت ينتظره .
ولفت إلى أن الرنتيسي بقوم بخدمة والدته من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تعيش معه، وتابع "رحم الله مراد، فقد كان شخصا ملتزما ويسعى لإرضاء والدته الثمانينية والوقوف على احتياجاتها.
تمنّى حسن الخاتمة
"الرنتيسي كان يُردد باستمراراللهم نسألك حسن الخاتمة فقد مات صائما وكان له ما أراد"، وفق أبو جلغيف، الذي بين أن مراد كان يعمل في مجال الدهان وكان ميسور الحال، حيث اتصف بطيب الخلق وحبّه للآخرين، كما أنه اتصف بالبشاشة.
الرنتيسي ترك أطفاله وزوجته ووالدته ومحبيه يستذكرونه بأبهى صورة وقد نعاه كثيرين عبر صفحاتهم على الفيسبوك داعين له بالرحمة والمغفرة لافتين إلى أن ذلك حسن الختام، حيث كان صائما في الشهر الفضيل.
وفي ذات السياق، وجه مدعي عام الأحداث ومدعي عام الجنايات الكبرى في وقت سابق تهمة القتل القصد لمرتكبي جريمة قتل جارهما في حي نزال .
وقال مصدر إن مدعي عام الأحداث قرر توقيف مرتكب الجريمة الرئيسي والبالغ من العمر 17 سنة، على ذمة القضية 15 يوما قابلة للتجديد لدى مركز رعاية الأحداث، فيما قرر مدعي عام الجنايات الكبرى توقيف المشترك الثاني بالجريمة 15 يوما قابلة للتجديد لدى مركز الإصلاح والتأهيل.