نود أن نقول بأن البرّ بالحكماء والعلماء والسؤال عنهم حق ووأجب أخلاقي، فالعلماء والحكماء والقادة العظام في قدرهم ومنزلتهم العلمية يعدوا أحد كنوز البناء والإصلاح وأداة من أدوات النهوض بالنهضة والتنمية ، وأحد روافد الأستقرار ، وروافع التقدم والنجاح والتفوق، والوقاية من السلوكيات المنحرفة، لأنهم نماذج في الأستقامه والنزاهة والطهارة والقدوة الحسنة ، فهم مظلات واقية ومانعه وحامية نحتاجها في أوقات الشدّه،، فهؤلاء هُم هدايا القدر، وكأنما السماء لفظتهم من ثغر غيمها ، فأمطرهم القدر صيباً نافعاً لقلوبنا..هكذا عرفناكم في قدركم ومنزلتكم فقهاء عصرنا الذين ننافس بكم علماء ومثقفى العالم المتحضر في العلم والمعرفة والثقافة التي هي أحد علامات المجتمعات المتطورة والمتقدمة... فأنتم بمنزلتكم الفقهية أوطان كبيره نهاجر إليها سيّراً على الأقدام للإستمتاع بحديثكم المليء بالحكم والمواعظ والتوجيه والدروس والتأهيل... هكذا أنتم في الميزان كما عرفناكم حكماء ونبلاء في منزلتكم العلمية مشاعل تنويرية ، فلقد شرفنا الله بمعرفتكم وزادنا شرفا وتشريفاً أكثر بالأنتساب لمدارسكم الفقهية نتعلم ونتأهل ونتفقه من علمكم وخبرتكم ومجالسكم- مجالس النبلاء والحكماء - لنخطوا نحو المستقبل خطوات نستشرف بها أسرار وخفايا النجاح والتميز والتفوق اقتداءاً بكم نموذجاً ونهجاً وسلوكاً...ولا غرابه في ذلك عندما نستظل بتاريخ الكبار ونظرياتهم العلمية والإنسانية والأصالة والفضيلة، فأنتم علامه مميزة على خارطة العظماء بعظمة مجدكم الثقافي والأخلاقي الرفيع، وسعة إطلاعكم الواسع الثرّ ..نعم أنتم بوصلة توجيه نحو القيم الإنسانية والثوابت الدينية والأخلاقية والأفكار التي تبحث في الأحداث الساخنة وما أكثرها على الساحة العربية التي بحاجة الى مفكري وعلماء الأمة، وأنتم من أطباء هذه الأمة القادرين على تشخيص أوجاعها وصياغة الوصفات العلاجية لأوجاعها المختلفة؛ فهناك اكتشافات علمية حديثة أسهمت في تقدم ورقي المجتمعات البشرية ، وهناك علماء ومفكرين بحاجة لوضعهم في مواقع المسؤولية ومنصات القرارات السياسية والإقتصادية والثقافية حتى نتمكن من الإقلاع من محطات القطارات القديمة ومغادرتها نحو الفضاء المعرفي للأرتقاء بمستوى الإنجازات والإبداعات لأبنائنا ومنافسة الآخرين للإسهام في الحضارة الإنسانية من خلال الإنجازات والابتكارات والاختراعات العلمية لأن الذي يتحكم بالعالم اليوم هو الاكتشافات العلمية العظيمة والتكنولوجية والقوة الناعمة.....فأنتم من مهندسي الحضارة الإنسانية التي لكم فيها مساحة كبيرة وعظيمة تؤشر على أسمائكم وتاريخكم بالقلم الذهبي، ديدنكم من أراد القمة عليه بالهمه.
وفي حالنا العربي يتطلب الوضع النهوض من غفلتنا والخروج من غرفة الإنعاش الى مرحلة التعافي وإلا سنبقى في حالة غيبوبه سياسية طويلة الأمد، وبحاجة إلى عملية جراحية عاجله وإلا سنكون خارج معامل التاريخ ولن يسجل لنا أية مساهمات إضافية في الحضارة الإنسانية إن لم نصل لمرحلة جديدة في التقدم العلمي والاختراعات والإبتكارات التكنولوجيا الحديثة التي تعتبر إضافة جديده في سجل إنجازاتها كما فعلت الحضارات والثقافات التي وصلت لمراتب متقدمة في بناء الحضارة بمعرفتها وأدواتها ، فحتى نكون على الخارطة الإنسانية لا بد أن يكون بأيدينا منجز حضاري يسهم في الارتقاء بمستوى الحضارة الإنسانية يُكتب بإسم الأمة العربية كأنجاز إضافي في عالم الفكر والمعرفة يُشار إليه بالبنان ...ونتمنى أن لا تطول لكي يكون لنا مكان على خارطة الحضارة الإنسانية التي نطمح للوصول اليها بهمة وعزيمة أبناء الوطن المؤهل بسلاح العلم والمعرفة والإرادة والإيمان الذي هو من أسرار النجاح والتميز والتفوق ، فعلينا إعادة النظر في تشكيل المجتمع العربي لنكون قوة مؤثرة في الحياة فبالعلم ترتقي الأخلاق وتسمو النفوس وتتهذب العقول ويمتلك الإنسان أدوات التقدم والرقي التي تنمي رأس المال البشري في أي مجتمع متحضر ومتقدم...وهذا لن يقوم إلا بسواعد أبناء الوطن أمثالكم أيها العلماء الكبار والأدباء والشعراء صانعي الكلمة المؤثرة ذات الأثر والتأثير ، كنموذج يحتذى به في عالم العلم والمعرفة والقدوة الحسنة !!! نعم نحن بحاجة إلى القدوات، الاب والمعلم والقائد والإمام والواعظ حتى نبني حضارة إنسانية يخلدها التاريخ لنا....
فبقلوبٍ ملؤها المحبة وأفئدة تنبض بالمودة وكلمات تبحث عن روح الأخوة.. نقول لهذه الأيقونات الفكرية والأكاديمية العريقة من نخب الحكماء والنبلاء الراقية برقي مجدها ونسبها وحسبها وغزارة علمها نقول وفقكم الله لكل خير وجعلكم منارة مشعة بألوان العلم والمعرفة والقيم الأصيلة، وقوى بصيرتكم لأستشراف مكامن القوة والإبداع والإصلاح لتقديم أفضل الخدمات للوطن والمواطن...فأمثالكم بوابه للخير والعطاء دائما نؤشر عليكم بالبنان لتميزكم بالعطاء والبناء وبناء منصات فكرية وروافد سياسية وثقافية أعلت من شأن قيم الإبداع والتميز والارتقاء بعالم الثقافة التي أنتم أحد اعمدتها الرئيسية !