يخوض كثيرون حول العالم مجازفة تناول أطعمة غير صحية أو ربما يشوبها التلوث، ما قد تسبب لهم بعض التوعك، لكنْ آخرون ربما يغامرون بفقدان أرواحهم من أجل طبق من لحم سمكة "الأرنب" أو الفوغو. وتحمل تلك السمكة القاتلة عدة أسماء، ففي مصر يطلقون عليها أسامي الأرنب والقراض والبالون، وفي اليابان يسمونها الفوغو.
أعراض التسمم بعد تلك الوجبة تشمل القيء والغثيان الشديدين، وشلل العضلات وانخفاض ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتنميل الجسم، وضيقًا في التنفس، وقد تصل إلى الشلل أو الغيبوبة ولا يوجد لها أي مصل أو علاج.
ويحمل الجلد والأعضاء الحشوية لتلك السمكة مواد سامة حادة، ومنها مركب تيرودوتوكسي، ويؤكد العلماء أنه أكثر فتكًا من السيانيد، حسب صحيفة "ديلي ستار" البريطانية.
كمية قليلة جدًّا من هذا السم قادر على التسبب في الوفاة، إلا أن هذا لا يجعل البعض يمتنعون عن تناول لحم تلك السمكة، لكن بعد إزالة أحشائها السامة وجلودها، وعادة ما يعيش الأشخاص المصابون بالتسمم بعد تناول تلك الوجبة أكثر من 24 ساعة، أو ربما يعيشون تحت وطأة الغيبوبة لعدة أيام قبل الموت.
وحسب "ناشيونال جيوغرافيك"، فإن الفوغو هي السمكة الأكثر فتكًا في العالم، إذ إن السمكة الواحدة تحمل سمًّا للأعصاب قادرًا على قتل 30 شخصًا، كما أن تأثيره أقوى 30 ضعفًا من مركب السيانيد القاتل.
آخر واقعة موت
في بنغلاديش، تم الإبلاغ عن عدد من الوفيات المتعلقة بتناول هذه الأسماك القاتلة قبل أيام، إذ توفي 5 أشخاص من بينهم طفلان ومرض 12 آخرون بعد تناول السمكة في جاينتابور أوبازيلا في سيلهيت.
سمكة الفوغو تلقى رواجًا كبيرًا بين اليابانيين، وتمثل وجبة لذيذة تستحق المغامرة، لذلك فإنهم يضمنون أنها آمنة للاستهلاك من خلال اعتماد تقنيات المعالجة المناسبة، عبر اشتراطات معينة.
ورغم خطورة تناول لحم الفوغو البالغة فإن سعرها باهظ للغاية، فعلاوة على المغامرة بحياتك إذا لم يتم تحضيرها بشكل صحيح، قد يكلفك هذا العنصر الغذائي أكثر من 300 دولار لكل سمكة، كما أنها تدخل ضمن وجبة السوشي اليابانية الشهيرة.
ويُسمح فقط للطهاة ذوي الخبرة العالية والمدربين والمرخصين بطهي وتقديم هذه الأسماك.
ونظرًا لخطورتها البالغة، تعد سمكة الفوغو هي الوجبة الوحيدة المحرّمة على إمبراطور اليابان، حفاظًا على حياته، حسب "ناشيونال جيوغرافيك".
تباهٍ قاتل
في منطقة القناة المصرية والتي تشمل محافظات الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، يتباهى صيادون بإتقانهم في تشريح هذه السمكة والتي تسمى محليًّا بالأرنب أو القراض.
وتنتشر فيديوهات تنظيف هذه السمكة القاتلة بين الصيادين والمواطنين رغم تحذيرات السلطات المتكررة.
ويحذر أصحاب تلك الفيديوهات من تكرار تجربتهم، مؤكدين أن هذه الطريقة خطرة ولا تضمن عدم التسمم من جراء تناول تلك الوجبة.
ويقوم الصيادون بتشريح السمكة وسلخ جلدها دون المساس بأحشائها، إذ إن أي خدش بأعضائها الداخلية يهدد بانتشار السم في الجزء غير المسمم.
حذرت السلطات المصرية، على مدار سنوات، عبر وزارتيّ الصحة والداخلية من تلك السمكة وأطلقتا العديد من الحملات التوعوية، للتعريف بمخاطر تلك السمكة القاتلة، إلا أن بعض التجار لا يزالون يتداولونها في الأسواق.
وحذرت من عدم معرفة هذه السمكة عند الشراء، إذ تختفي بين الأسماك الصغيرة، إذ يصعب تمييزها في الحجم الصغير، كما أنها تباع أحيانًا بعد تشريحها.