في خضم منافسة شرسة بسوق التراسل الفوري على جذب ثقة وتعلق المستخدمين لتعظيم الأرباح، أطلق تطبيق "واتساب" 3 تحديثات جديدة، في توقيت اعتبره خبراء "مبكرًا" عن المنتظر، وهو ما دعا إلى التساؤل حول أسباب العجلة.
وتتضمن التحديثات الثلاثة، خدمات استخدام الرموز التعبيرية للرد على الرسائل، وإمكانية مشاركة الملفات الضخمة لما يصل حجمه إلى 2 غيغابايت، ومضاعفة الحجم الأقصى للمحادثات الجماعية من 256 إلى 500 مشارك، وفق موقع "ذا فيرج" الأميركي المختص في التكنولوجيا.
بإطلاق ميزة استخدام الرموز التعبيرية للرد على الرسائل، وهي خدمة موجودة على تطبيقات أخرى؛ مثل "ماسنجر" و"سلاك" و"تليغرام"، أصبح بإمكان مستخدمي "واتساب" الآن التفاعل مع الرسائل بطريقة سريعة بواسطة الرموز التعبيرية في كل فقاعة دردشة، ويعني هذا أنه يمكن للمستخدمين إضافة رمز إيموجي من بين 6 رموز مختلفة إلى رسالة بدلًا من كتابة رد.
ويمكن اعتبار إمكانية مشاركة الملفات الضخمة التي يصل حجمها حتى إلى 2 غيغابايت، قفزة هائلة بالعودة إلى الحد السابق على التحديث الجديد البالغ 100 ميغابايت، حيث سيتمكن المستخدمون من إرسال صور عالية الدقة أو مقاطع فيديو بحجم كبير في أوساط الأعمال وبين الأصدقاء، وينهي كابوس اضطرارهم لضغط الأشياء قبل إرسالها عبر "واتساب".
لم تكن تلك التحديثات مفاجئة، فالشهر الماضي، قالت شركة ميتا، التي تمتلك تطبيق "واتساب"، إن هذه الميزات ستظهر "قريبًا"، لكن يبدو أنها تعجّلت بإطلاقها، وسط منافسة ساخنة مع "تليغرام".
وعن أسباب التعجل في إطلاق الميزات الجديدة، يقول استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني محمد الحارثي، إن "واتساب أراد بإطلاق الميزات الجديدة، إتاحة خدمات أفضل لمستخدميه، البالغ عددهم 2 مليار نشط شهريًّا، والذين يثقون به وينتظرون منه كل ما هو جديد".
ويضيف استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني لموقع "سكاي نيوز عربية" أن التطبيق يرغب في "تحقيق ميزة نسبية عن بقية تطبيقات التراسل الفوري؛ وعلى رأسها تليغرام، لجذب المزيد من المستخدمين، ومن ثم تعظيم الأرباح، والذي هو هدف كل التطبيقات التكنولوجية".
ويعد طبيق "تليغرام" هو المنافس الأقرب لـ"واتساب"، وعدد مستخدميه أكثر من 500 مليون مستخدم نشط، ويُصنف بأنه من التطبيقات الأكثر حفاظًا على خصوصية مستخدميه.
لكن يعتقد الحارثي أن أيًّا من التطبيقات الأخرى غير قادرة على إزاحة "واتساب" من عرش أكثر تطبيقات التراسل الفوري استخدامًا، نظرًا لنمو شركة "فيسبوك" المستمر وامتلاكها البنية التكنولوجية والمادية اللازمة لتأمين الصدارة لها، لكنه في الوقت نفسه يعتقد أنه في حاجة لذاك التطور المستمر بإطلاق ميزات تجعله متفردًا على الدوام، لضمان ذلك النمو، وبالتالي تعاظم الأرباح".
وأبريل المنصرم أضاف "واتساب" ميزة جديدة بزيادة عدد الأشخاص الذين بوسعهم المشاركة في مكالمات الفيديو الجماعية من ٨ أشخاص إلى 32 شخصًا.