نيروز الإخبارية : بات ظهور الطيور " النادرة " عالميا والمهددة بالانقراض أمرا شبه اعتيادي في دولة الإمارات التي يزورها سنويا ما يفوق 300 نوع من الطيور المهاجرة .
وسجلت الإمارات في موسم هجرة الطيور الصيف الماضي أول ظهور لطائر القطقاط الأفريقي ـ"Vanellus senegallus"، وذلك في محمية جبل نزوى ومحمية دبي الصحراوية / المها/، وفي العام 2020 رصد أحد أنواع الطيور الأكثر ندرة في العاصمة أبوظبي وهو من نوع "Steppe Whimbrel" الذي يُقدر وجود حوالي 100 طائر منه فقط حول العالم، بدوره وثق فريق محمية وادي الوريعة في إمارة الفجيرة ظهور طائر "البومة العمانية"، التي لم يشاهد من قبل في الدولة.
ويبدو أن التوسع الكبير في رقعة المحميات الطبيعية قد لعب دورا مؤثرا في جذب الطيور المهاجرة ولاسيما الأنواع النادرة منها، حيث تعتبر الإمارات محطة سنوية في طريق هجرة هذه الطيور القادمة من أوروبا، وأفريقيا، وآسيا.
وبمناسبة اليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي يصادف غدا، تستعرض وكالة أنباء الإمارات "وام" في التقرير التالي أبرز الجهود التي تبذلها دولة الإمارات في المحافظة على التنوع البيولوجي العالمي وحماية الطيور المهاجرة، وتوفير الملجأ الآمن لها.
تستضيف الإمارات سنويا أعدادا كبيرة من الطيور المهاجرة، بسبب موقعها وطبيعة مناخها إضافة إلى توفر الملاذات المناسبة للطيور، حيث يتداخل فيها اثنان من مسارات هجرة الطيور، مسار هجرة الطيور من شرق إفريقيا إلى غرب آسيا، ومسار آسيا الوسطى، فيما تزور طيور شمال أوروبا وآسيا الإمارات باعتبارها منطقة للتكاثر لتجنب الظروف المناخية القاسية بسبب البرد الشديد في مناطق التكاثر الشمالية والتي ترتبط بنقص الإمدادات الغذائي التالي أبرز المواقع والملاذات الآمنة بالنسبة لتلك الطيور في الدولة.
وتضم الإمارات عشرات المواقع المهمة للطيور المهاجرة والمستوطنة، منها 11 موقعاً مصنفاً كمناطق محمية قانونية، ومتمثلة في محميات مثل /الوثبة، بوالسياييف، رأس الخور، أشجار القرم، والحفية وغيرها/، وأهم الأنواع المهاجرة إليها /الحبارى، والفلامينجو، والابلق الكستنائي، والصقر الحر، والنورس رقيق المنقار وغيرها/، وأهم الطيور المستوطنة فيها /الدلاية، والصفصوف، وأم طوق، وصفير النيس، والدسيسي، والبدوار، والبوم وغيرها/.
وتنقسم الطيور المهاجرة إلى أرض الدولة إلى نوعين هما الطيور المهاجرة الزائرة التي تهاجر من البلد الأم وتستقر في الإمارات كزائرة لمدة غير قصيرة، والطيور المهاجرة العابرة وهي التي تمر في سماء الإمارات مروراً فقط للأكل والشرب والراحة ثم تكمل مسيرتها إلى وجهتها المنشودة.
وعلى مدار السنوات بذلت الإمارات جهودا كبيرة في المحافظة على التنوع البيولوجي وحماية الطيور المهاجرة وبرزت هذه الجهود من خلال عدة اتجاهات رئيسية تمثلت في التوسع بإقامة المناطق المحمية التي تشكل ملجأ آمناً للتعشيش والتكاثر، ومكافحة التلوث البحري حيث تشكل البيئة البحرية ملاذا أساسيا للطيور المهاجرة، فضلاً عن تنفيذ مجموعة مهمة من البرامج الوطنية في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي للمحافظة على الأنواع المهددة بالانقراض وإكثارها وإطلاقها في مواطن انتشارها الطبيعي وفي مقدمتها الصقور والحبارى.
ويصل عدد المحميات الطبيعية في دولة إلى 49 محمية يشكل عددا منها محطات وموائل مهمة للطيور المهاجرة، وقد تمّ تسجيلها ضمن القائمة الدولية للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية التابعة لاتفاقية /رامسار/ كمحمية الوثبة في أبوظبي، ومحمية رأس الخور بدبي، ومحميتيّ أشجار القرم والحفية وجزيرة صير بونعير في الشارقة، وتم إنشاء هذه المحميات في إطار تخفيف الضغوط التي تتعرض لها الطيور المهاجرة، وتوفير أقصى درجات الحماية في سبيل المحافظة على التنوع البيولوجي بالدولة.
وتعد محمية الوثبة للأراضي الرطبة واحدة من أولى المحميات الطبيعية في إمارة أبوظبي، وتعتبر ملاذاً لأكثر من 200 نوع من الطيور المهاجرة، وموطناً للعديد من الأنواع، حيث تم رصد 11 نوعاً من الثدييات الصغيرة، و10 أنواع من الزواحف، وأكثر من 35 نوعاً من النباتات.
وأجمل ما يمكن رؤيته في محمية الوثبة هي طيور الفنتير /الفلامينغو/ بالأخص عندما تأتي هذه الطيور المهاجرة لقضاء الفترة ما بين الخريف والربيع، حيث يمكن رؤية ما يصل إلى 4000 من هذه الطيور فيها، وحتى عندما تعود أغلبها إلى وسط آسيا لقضاء أشهر الصيف، تبقى هنا مجموعة منها لتسكن هذه المنطقة طوال العام.
بدورها تستضيف محمية رأس الخور في دبي سنوياً آلاف الطيور المهاجرة التي تقيم بشكل مؤقت على ضفاف المسطحات المالحة والمسطحات الطينية وأشجار القرم والمستنقعات التي تنتشر بكثافة في المحمية.
وتضم المحمية مئات الأنواع من الطيور، وتمتاز بثراء وتنوع الحياة النباتية والبرية، خاصة للطيور البحرية المتعددة الأنواع والأشكال ومنها طيور «النحام» و«الفلامنجو» و «البلشون» و «الصواي» الذي يهاجر إلى الإمارات بدءاً من الأشهر المعتدلة المناخ مثل مارس ويكثر في يناير، ويفضل المياه الضحلة.
وفي الشارقة تجد طيور «الخشاش» و«أم صنين» المهاجرة ضالتها في محمية صير بونعير بعد عناء رحلة طيران طويلة من الشمال نحو الجنوب حيث تستفيد مما تحويه المحمية من عناصر بيئية مهمة.
يشار إلى أن بيانات الأمم المتحدة توثق نحو 11 ألف نوع من الطيور تعيش على كوكب الأرض، يهاجر نحو خمسها بشكل سنوي بين الشمال والجنوب.