نيروز الإخبارية : أقيم مساء يوم الاثنين حفل اشهار "انا مريم" للكاتبة والقاصة الأردنية عنان محروس في مدرج عقل بلتاجي في مركز الحسين الثقافي، في منطقة رأس العين بالعاصمة الأردنية عمان.
وأدار الحفل وسط حضور كبير من المثقفين والمتذوقين الشاعر شفيق العطاونة متحدثا عن فضاءات العمل الروائي عبر دورة الحياة بكل تناقضاتها.
فيما قدم الدكتور نضال العياصرة قراءة في الرواية، أشار فيها إلى أنها تحكي قصة امرأة تعيش ظروفا قاسية بدأت معاناتها بعد دخول زوجها مشفى الأمراض العقلية، تاركا إياها فريسة لعدد من الذكور وجدوا في انهيارها وحاجتها فرصة سانحة لإغراقها في الرذيلة وإشباع حاجاتهم، وعرض للفكرة العامة في الرواية وتقنياتها الأسلوبية.
وسلط الضوء على عتبات العمل الروائي من حيث الغلاف والعنوان والإهداء.
فيما قدم الدكتور فادي الموّاج الخضير إضاءة نقدية بأسلوب شائق تميّز به في الساحة النقدية، بين فيها أن أحداث الرواية تدور ما بين شك وفصام وتحرش وتهميش وظمأ روحي وعطش عاطفي؛ اتخذت من قضية استغلال المرأة محورا رئيسا لها، فاستطاعت الروائية من خلالها أن توصّف مراحل وأشكال استغلال المرأة واستضعافها بدءا من (الوأد في مهد الحياة، والسبي في ساحات المعارك والغزوات، مرورا بالبيع في أسواق النخاسة، وصولا إلى كل أشكال الاستغلال المعاصرة، وذلك من خلال شخصية (مريم) التي جعلها حظها العاثر مطمعا للذئاب البشرية والوحوش التي ترتدي أقنعة الإنسانية.
وعن البنية السردية في هذه الرواية بيّن خضير أنها نهضت على بنية سردية تتمنع تارة وتسلم نفسها للقارئ تارة، في مراوغة تحسب للروائية وتسجل للرواية، حتى أنها تجاوزت مأزق الراوي العليم؛ فمرة سردت الأحداث على لسانها، ومرة سردت أحداثا اخرى على لسان كاترينا، ومرة على لسان سالم، وهكذا في دورة سردية ووصفية يحف أطرافها حوار ناضج يتوزع بين (ديالوج) و(مونولوج)، وألمح الخضير إلى أنه كان يتمنى لو أن الحوارات جرت بلغة يومية بما يتناسب مع مستويات الشخوص لكان أفضل، مبينا أنك تقرأ وأنت تطالع الرواية عن (مريم) التي تصون زوجها آدم فارة من أنياب الذئاب البشرية، بينما يخونها آدم فارا إلى أحضان فارسات علاقاته المحرمة!! وتعرف كيف يصعد الذكور سلّم الغواية على أحلامهم بأنفاس امرأة كل ما اقترفته من ذنب هو جمالها وفتنتها، وتقرأ عن مريم التي عاشت بين قبضة زوج يخونها وثلاثة ذئاب بشرية يشتهون أنوثتها ويستغلون حاجتها، وأنثى تسرق منها زوجها، وصديقات ثلاثة يربّتن على كتفيها ليزلن عنها غبار الوجع ورماد الاحتراق، وخمسة تبقوا لها ليشيعوا جثمانها إلى مثواها الأخير.
وبدورها رحبت الروائية عنان بالحاضرين وقالت، إن الرواية لا تشن حربا ضد الرجل وأن القضية التي تطرحها الرواية ليست منوطة بالرجل وحده، بل بمجتمع كامل ينتظر حطبا لإحراق المرأة، وبينت عنان أنها تتوق إلى مجتمع يقبل المرأة الشجاعة والقوية والجريئة في حدود المنطق والأخلاق والشرائع السماوية، وكشفت عن أنها حاولت أن تلقي الضوء على هذه المشكلة وأن إلقاء الضوء – ولو بالكلمة – هو نصف الطريق نحو الحل. وقرأت الروائية مقاطع من روايتها (أنا مريم)