جمرُ الصبر أحرقَ سِعةَ الصَّدرِ ، فباحَ جلالة الملك بكلِّ الألم ، لشعبه ، عن صفحةٍ غريبةٍ ستُمحى ، وغُمَّةً ستزول ، وتفاصيل سيطويها التاريخ ، فكان لابدَّ من إجراءاتٍ لتحمي المسيرة ، تصون الدّستور ، تُحافظُ على المؤسسات ، فجلالةُ الملك ليسَ زعيم انقلاب استولى على الحكم بالقوّة ، بل هو خيار صاحب القرار ، وما علينا جميعاً إلا السمعَ والطَّاعة ، وإذا كان هناك أُناسٌ غيرَ راضٍ عن القرار " فليشرب ماءَ البحرِ" .
جلالة الملك بنى قلعةَ الأسود ، وبلدَ المجدِ والخلودِ ، شيَّدَ دولةً قويَّةً ، صلبة ، متجذٍّرةً ، جبلٌ عميقُ الرواسي ، لا تؤثّرُ فيه عوامل التعرية ، لا تهزّهُ رياحٌ عابرةٌ ، لا يتنازعهُ الطيرُ ، غير قابلٍ للابتلاع ، لا يخدعهُ (سَرَابٍ بِقِيعَةٍۢ يَحْسَبُهُ ٱلظَّمْـَٔانُ مَآءً) ،دولةً وُجِدت لتبقى شامِخَةً كالعنقاءِ .
جلالة الملك يُمثّل هيبة الوطن ، عنوان شموخه ، مصدر فخره ، سبب أمنه واستقراره ، رمز وجوده ، نأوي إليه ، فيعصمنا من ظلمات الأمواج العاتية ، صمّام الأمان ، قطب الرّحى ، مركز الثِّقَل ، عامل التوازن ، البيعةُ أمانة ، ونَقضُها خِيَانَة ، الفتنةُ نائمةٌ لعن اللهُ من يوقظها ، هذا هو ديننا وديدننا .