الكلمة هي حضارة وتاريخ ومستقبل، طاقة روحية تخترق القلب والروح، والكلمة الحلوة تَفتح باب من حديد والسيئة لا تستطيع فتح باب من بلاستيك، فإذا خرجت الكلمة من القلب دخلت له، وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان، فهي كالسهم حين تنطلق لا تعود ثانية.
يقولون أن الإبتسامه هي الكلمة الوحيدة التي يفمها كل شعوب الأرض، نعم وهي الدواء الشافي والكلمة الطيبة هي التي تحيي القلوب، ف بكلمة تتخلص من صديق ولكن ألف كلمة لا تكفي لإكتسابه.
كلنا نمر بظروف صعبة أحيانا لا تدوم، مرض لفرد من الأسرة، فقدان وظيفة، مشاكل حياة وغيرها ونحتاج أن نسمع من أشخاص كلمة، فيها أمل وحماس وتفاؤل، لنجدد طاقتنا وترتفع معنوياتنا، نبدأ نبحث عنهم متيقنين بأنهم الحياة.
بالكورونا زاد تواصلنا وتبادلنا الحديث عبر الشاشات، عن الآثار النفسيه التي خلفتها، عن الهموم والمشاكل التي عانينا منها، شجعنا وواسينا بعضنا البعض بكلمات صادقة نابعة من القلب، حتى أعز أقاربي ما زالت ممتنه لي ولكلماتي التي تركت فيها أثر إيجابي عندما توفى والديها، وأخرى فقدت وظيفتها وكنا نسهر بالساعات أذكرها بنقاط القوة التي تملكها وأن بالإصرار والعزيمة ستحصل على وظيفة أفضل فقط بالصبر والعمل الجاد دون يأس، وأخرى لا تزال تشكرني على كلماتي المحفزة لها بأنها ستتعافى بإذن الله وهي على سرير الشفاء إثر إصابتها بمرض عضال بعد أن تعافت بفضل الله.
لي أصدقاء داخل وخارج الأردن لا زالت كلماتهم عالقة في ذهني عندما مررت بظروف صعبة غير معتادة، كانوا بالنسبة لي مصدر الطاقة الإيجابية، وكلمات بسيطة تركت أثراً إيجابي لديّ مثل أنت قدوتنا، وأنت الطاقة ونحن نستمدها منك، و"كل مر سيمر" فلا شيئ يدوم للإبد، فكثير من الكلمات تحفز الثلاث أصدقاء "العقل والروح والقلب" ليعودوا بكامل نشاطهم، هذا لا يعني نقص الثقه بالنفس، حتى الأقوياء يحتاجون لهذه الكلمات فهي كالمرهم تداوي القلوب.
بعض الأشخاص السلبيين يُقحمون أنفسهم في خصوصيات البشر وخاصة من تجدهم على وسائل التواصل الإجتماعي، ويدخلون إلى المحادثات الخاصة بإنتقادات سلبية على بوست معين، صديقة قالت لي أن محورها أسئلة عن لماذا لم تتزوجي، كم راتبك، ليش ما أنجبتي، ليش لابسة هيك وغيرها الكثير.
آخرون بتعليقاتهم الإيجابية فيها تفاؤل وأمل، والشكر غير المبالغ فيه، هنا لا أقصد النفاق الفيسبوكي والإجتماعي، والذي يعزز الطاقة المكنونة داخل الأصدقاء الحقيقيون وأصدقاء الميديا ويشجع على توثيق علاقات الصداقة التي منها إستمرت ومنها إنتهت بكلمة.
وردني تعليقات ومقاطع على كلماتي من مقالات أو بوستات معينه بإعادة إرسالها مبدين إعجابهم بالأثر الإيجابي عليهم ويقولون كأنني أتحدث عنهم.
حتى الصغار وليس الكبار فقط يحتاجون لكلام وجبر الخاطر بكلمة، فالأهل يجب أن يُصادقوا أبنائهم ولا مانع من أن يقول الأب لأبنته أنها الأجمل، وللأبن أنه الأفضل، والمدير لموظفيه أنهم الأكفأ، لا ضير في أن نتسامح مع أصدقائنا ونهتم بجيراننا، فالزوج إذا شكر زوجته على شيئ بسيط وإبتسم لها لا ينقص من قدره شيئ، والزوجه إذا إستقبلت زوجها بإبتسامه لا يعني أنها الأضعف، وإذا أُعْطت النصيحه لمن يحتاج وعندما نعرف معنى الكلمة الصادقة وعندما نُشكر على الكلمة الحلوة التي تغير مزاجهم ونكون لهم السند في وقت الشدة مع نية طيبة ووعود وافيه.
إذا لك يكن لديكم شيئ تعطوه، تصدقوا بالكلمة الطيبة والإبتسامة الصادقه، وعاملوا الناس بِخلق حسن، فالوردة كلمة تعّبر بنفسها، والحب كلمة، الإهتمام والعطاء والحنان كلمات غير مشروطة كباقي القيم الإنسانية الصدق والعهد والوفاء، ولا تكن قاسيا مستهزءاً عابسا فهذه كلمات مفهومه تترك أثر سلبي كالإيماء والغضب والتطنيش واللامسؤولية واللامبالاة والكذب والخيانه وغيرها.
فلنكم حريصين على كل ما يخرج من أفواهنا وتصرفاتنا ولنعّود أنفسنا على ممارسة الصبر قبل النطق والصبر بعد التلقي لنصل للمرحلة الذهبية في حياتنا التي نصبح فيها أقوياء.