طمأننا الجيش بأن مشكلة تهريب المخدرات من الحدود مع سوريا حتى وان لم تنته فأنها على ابواب النهاية. وقص علينا مدير الإعلام العسكري العقيد مصطفى الحياري في تصريحه المتلفز ما يكفي لإقناعنا بخطورة ما يجري هناك، وعن تصميم القوات المسلحة واستعداداتها الاحترازية الرادعة رغم وعورة بعض المناطق، والصخور البركانية التي يصعب سير الاليات عليها، اضافة الى طول المنطقة الصحراوية المفتوحة،
وروى حكاية تهريب المخدرات من الالف الى الياء، وكشف عن المشهد الحقيقي للمعضلة وكأننا نراة امامنا رأي العين، ومن كلامه ظهرت حقيقتان واضحتان، وهما ان الجيش في حالة حرب ، وان تنظيمات دولية معادية تقف امامنا على الحدود.
تحول خطير طرأ على ظاهرة المخدرات نتيجة لكثافة محاولات التهريب التي تجاوزت الشكل الاعتيادي المألوف فقلب المسألة من مجرد مكافحة الى حرب، والى مواجهات مسلحة ، واستشهاد واصابة عدد من نشامى القوات المسلحة، وقتل العشرات من المهربين خلال عمليات عسكرية مشهودة كان يعلن عنها تباعا.
وأما عن حقيقة التنظيمات العدوه ، فمما أشار إليه العقيد من حديث جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مقابلته مع معهد هوفر أن الفراغ الذي تتركه حاليا روسيا خصوصا في الجنوب السوري تملؤه إيران من خلال أدواتها وهي المليشيات الإيرانية، لافتا إلى تنظيمات إيرانية خطيرة تأتمر وتستهدف الأمن الوطني الأردني.
تفاصيل تهريب المخدرات كثيرة ومعقدة، وباح لنا العقيد بما يسمح به أمن القوات المسلحة دون إخلال بمبدأ السىرية والكتمان، وبعث برسالة توحي لنا بالثقة والاطمئنان، واستطاع ان يقطع بإجابات محدده على الاسئلة الحائرة، وكل اشكال التكهنات التي تناقلتها الالسن العطشى الى الاشاعات والاخبار المثيرة.
ثم بعث برسالة أخرى للسكان الاردنيين والسوريين المقيمين على جانبي الحدود بأن لا يلقوا بأبنائهم الى التهلكة، معلنا ان التحقيقات أثبتت أن العنصر الذي يجتاز الحدود يكون متعاطيا للمخدرات حتى لا يتردد في مواجهة الخطر دون علمه بمن يقف وراء العملية، موضحا أنه مستأجر فقط لتمرير حمل «التهريب».
وشدد على أن قواعد الاشتباك الجديدة مفعلة ومعمول بها وسيستمر استخدامها، مؤكدا أن القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي ستستجيب لأي تهديد للأمن الوطني الأردني مهما كانت طبيعته.
بهذه المكاشفة الوطنية الصريحة لم تعد مشكلة تنامي الادمان لغزا يصعب تفسيره. لكنها تتجه نحو الزوال بهمة نشامى القوات المسلحة والامن العام وجهودهم الحثيثة المتواصلة.