أبارك لكل الشعوب العربية و الاسلاميّة ذكرى النكسة ..! و اتقدم بالتهنئة لكل شخص أو جماعة أو دولة ما زالت ترى فلسطين و تغمض عينيها عنها ..فلسطين التي مهما تفاخرتم و مجدتم ذواتكم وسمعتم اسمها فإنكم ( ستنكّسون ) رؤوسكم ..و التنكيس من النكسة ..
المهم ..من حسنات النكسة ..أنها شتّت الشعب الفلسطيني ..فهو الشعب الوحيد في العالم الذي اختلطت دماؤه في كل العالم .. وهذا التشتت جعل الفلسطينيين يتزوجون من غير الفلسطينيات و العكس صحيح .. انظروا إلى أنفسكم الآن ..بفضل النكسة تعارفت الناس و تصاهرت الناس و غربت الأنساب ..! بفضل النكسة صار الفلسطيني ( خالاً ) لكل جنسيات العالم ..وله موطئ قدم في بلدان الدنيا إلا في فلسطين ..!
للنكسة يا جماعة أفضال و أفضال ..فهي رسمت حدود الوطن العربي بشكل متماسك ..وصار لكل دولة عربيّة كيان حقيقي إلا فلسطين ..! صار لكل دولة جيش جرّار إلا فلسطين ...! صار لكل بني آدم استقرار إلا البني آدم الفلسطيني ..!!
ذهب المزح و جاء الجد ..كلّما جاءت ذكرى حرب الأيام الستة ..تسكنني الغصّة ..أشعر بالإهانة ..أشعر بانسحاق عميق في داخلي ..أتغطّى بالذلّ و أتدثر بالعار ..أمزج عصير الهوان بسكّرٍ كالعلقم و أشربه على أقل من مهلي ؛ فلستُ مستعجلاً على النهاية ؛ فالنهاية لا يرسمها ولا يملكها رجل مثلي خلقه الله بعد النكسة بخمس سنوات ..لتسقط على كل تفاصيله تفاصيلها ..و ليصرخ في وجه العالم بسؤال لا إجابة قاطعة عليه للآن : لماذا حدث هذا و بكل هذه البساطة ..؟؟!!
فلسطين ..بداية الألم و نهاية الصراع ..أما الألمُ فقد فاق التوقعات ..ولم يبق إلا أن يندثر الصراع ..ولن يندثر حتّى تعود فلسطين بوصلة حقيقيّة لكل صاحب رغيف ..!