بقلم... المصاب العسكري الوكيل المتقاعد عبد الرحمن عيد السوالقة
عيد الاستقلال.. تاريخ إشراق شمس الحرية
المصاب العسكري الوكيل المتقاعد عبد الرحمن عيد السوالقة
يُعد عيد الاستقلال يوماً تاريخياً في مسيرة كل دولة، فهو تاريخ إشراق شمس الحرية في سمائها، وهو اليوم الذي تخلصت به هذه الدول من احتلال نغّص عليها حياتها لسنوات طويلة، وهو الهدف المقدس الذي تسعى إليه كل الدول، والذي يستطيع الوطن عند تحقيقه الوقوف شامخاً مزدهياً عالي القامة؛ فحرية الأوطان أغلى ما في الوجود، وهي الكنز الذي يمكّن أبناء الوطن من الافتخار به والاختيال عند العيش على أرضه والشعور بالرضا عند الاستفادة من ثرواته والتلذذ بطعم نشوة الانتصار عند تذوق خيراته وارتشاف مائه الممزوج بالعز والكرامة.
وفي عيد الاستقلال الأردني تحتفل المملكة الأردنية الهاشمية في كل عام بعيد استقلالها وفي هذا العام تحتفل المملكة وكافة أبناء الوطن بعيد الاستقلال السادس والسبعين تخليداً لذكرى الاستقلال التام عن الانتداب البريطاني في الخامس والعشرين من أيار عام 1946؛ حيث عمت الأناشيد الوطنية والهتافات شوارع البلاد وتسكن البهجة قلوب مواطنيها؛ فتزدحم الطرقات بالمحتفلين مزدانة بالأعلام المرفرفة عالياً وتلمع العروض العسكرية المنظمة لتعبّر عن الفرحة بأسلوب عسكري لائق، فيما تلتفت عالياً لتستمتع بعروض الطيران العسكرية الجميلة التي يؤديها أبناء الوطن الغالي من الطيارين؛ فتراهم يرسمون أجمل لوحات الانتماء للوطن في السماء بألوان العلم الزاهية في الوقت الذي تتناهى فيه إلى مسامعنا أجمل الأغاني الوطنية التي تثير في النفس الطاقة والحماس، أما عن الألعاب النارية التي تطلق في سماء الوطن فهي بهجة لا تكتمل إلا بأداء الأفراد لبعض الرقصات الشعبية والفلكلورية الخاصة بكل بلد، وفي هذا اليوم يشعر كل مواطن أردني بمسؤوليته تجاه وطنه بإعلاء مكانته بين الدول والمحافظة عليه من كل عدوان؛ فالوطن ليس أرضاً نعيش عليها وحسب؛ إنما هو كيان يعيش بداخلنا
وطني لو شغلت بالخلد عنه ...... نازعتني إليه في الخلد نفسي
فكان الاستقلال التام بداية حكم جديد بقيادة عبدالله الأول ملكاً بعد أن سطر أجدادنا أروع الملاحم البطولية، فقدموا الغالي والنفيس في سبيل الوطن ليضل مستقلاً شامخاً وساعياً في طريق المجد والعلا ..... وتستمر المسيرة
توّجْتُ باسمكَ أشعاري فصار له ** فمُ الزّمانِ على الأحقاب قيثارًا