ابتهال ذكر الله _ يعد فصل الربيع فصل الولادة من جديد حيث تتفتح فيه الزهور، وتكتسي الأرض باللون الأخضر مما يبعث الراحة في نفس الإنسان ويشجعه على الانطلاق، وبالتالي يكون هناك فرصة لنشاط وازدهار القطاعات مثل السياحة والزراعة، كما يؤثر إيجابًا على الجانب الصحي والاجتماعي.
وعبرت سجى اللوباني عن حبها لفصل الربيع كونه فصل مريح من الناحية النفسية بسبب طقسه المعتدل والطبيعة الخضراء كما يعد بالنسبة لها فصل الإنجاز، وقالت رحمة حسين إنها تشعر عند قدوم الربيع ببداية مرحلة جديدة في حياتها وتراه فرصة للقاء الأصدقاء والتنزه وتوثيق العلاقة مع العائلة.
القطاع السياحي
وقال الباحث في مجال الإدارة السياحية والتسويق والإرشاد السياحي الدكتور محمد أبو حجيلة إن فصل الربيع يؤثر على قطاع السياحة تأثيرا إيجابيا، ولكن في هذه الحالة يوجد ثلاثة أنواع من السياحة: السياحة القادمة (Incoming tourism)، والسياحة الصادرة (Outgoing tourism)، والسياحة الداخلية (Domestic tourism).
وأكمل أنه يوجد سياحيًا موسمين رئيسين الأول بشهر (3،4،5)، والثاني بشهر (9،10،11) إضافة إلى ذلك رأس السنة الميلادية، وطرح الأردن كمثال على دولة تتميز بوجود الأربع فصول ومنها الربيع ويتوفر بها موسمين السياحة.
وبيَّن أن الموسم الأول في فصل الربيع، والموسم الثاني بداية فصل الشتاء، وبالنسبة للموسم الأول في الأردن تتميز به مناطق الشمال مثل عجلون، وجرش، واربد، حيث تزداد حركة السياحة الداخلية في هذا الموسم والسياحة القادمة من دول الخليج، ولكن السياحة القادمة لا تتأثر كثيًرا بموضوع الربيع لأن السائح القادم من الخارج يبحث عن المناطق الصحراوية خصوصًا السائح الأوروبي.
وأوضح أنه بالرغم من نشاط السياحة الداخلية في فصل الربيع وتأثيرها الإيجابي على السياحة إلا أنها توفر تقريبًا 7% من الدخل السياحي بسبب تراجعها عند انتهاء فصل الربيع، ذاكرًا أسباب عدم استمرارها وهي ترهل البنية التحتية وقلة توفر الخدمات وغيرها.
القطاع الزراعي
وأشار المهندس الزراعي خالد العسولي الي الأثر الإيجابي لفصل الربيع على القطاع الزراعي خصوصًا في الأردن بأن نسبة الأمطار في السنوات الأربع الماضية كانت مرتفعة إذ أنها تجاوزت 600مل، مما يؤدي إلى اكتساء الجبال والأراضي بالأعشاب الخضراء، وتفتح الأزهار والورود ليفوح عبيرها، ولا عجب أن الفراعنة القدامى اطلقوا يومًا أسموه (شم النسيم) ولا زال الى يومنا هذا حيث يحتفل به الناس بالربيع ويخرجون من بيوتهم لاستقباله
وأوضح انه لابد من اغتنام الربيع للزراعة قائلًا: في الربيع تشرق الشمس ويطول النهار وترتفع حرارة التربة التي لا يزال فيها رمق ورطوبة الشتاء مستقبلة جميع أنواع البذور والأشتال والأشجار ونباتات الزينة المختلفة؛ فنزرع الكثير من النباتات مثل البندورة، والفجل، والجزر، والشمام، والبطيخ، والذرة، والملوخية، والبقدونس، والباميا، والحمص، والفول، والعدس، والباذنجان، والفلفل، والكزبرة، والجرجير، والنعناع، والكرفس، والهليون وغيرها الكثير.
الصحية البدنية
وشجعت اخصائية التغذية شذى بطاينة على استغلال فصل الربيع لاتباع نظام غذائي صحي متنوع وغني بمصادر الفيتامينات، والمعادن، ومضادات الأكسدة والألياف التي يحتاجها الجسم ويحتويها عدد كبير في نباتات هذا الفصل من خضروات وفواكه وحشائش التي لا تظهر إلا به.
وبيّنت أن بعد فصل الشتاء ذو درجات الحرارة المنخفضة التي من شأنها أن تقلل من مناعة الجسم وقبل فصل الصيف الذي قد يعرض الجسم للجفاف يحتاج الجسم هذه المصادر الغذائية المتنوعة لما لها دور في تحسين وظائف الجسم، وتقوية مناعته، وتخليصه من السموم لتأهيله وتهيئته لاستقبال فصل الصيف بكل نشاط وحيوية.
وأضافت أنه يمكن رفع مستوى النشاط واللياقة البدنية للجسم في الربيع من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق مثل الجري، واليوغا، وركوب الدراجات الهوائية وغيرها إذ تخفف الضغط العصبي، والتوتر، وتعزز الثقة بالنفس، ويفضل ممارستها في الصباح الباكر لمدة ٣٠ دقيقة أو بعد ساعات الظهيرة.
الجانب النفسي
وشرح الاستشاري النفسي والتربوي الدكتور موسى مطارنة كيف يساعد الربيع على خلق السعادة والحياة في النفوس، مبينا أنه فصل الولادة من جديد، إذ تُخرج به البذور ثمارها وهذا الخروج يمنح الإنسان حالة من الانفتاح والفرح.
وأضاف أن الإنسان في هذا الفصل يجني ثمار جهده في الشتاء، والخريف، والصيف وهذه الثمار مُبهجة تتمثل في المناظر الطبيعية الخلابة التي تمنحه حالة من التأمل الذي له آثار كبيرة في توفير الراحة وتخفيف الضغط النفسي.
الجانب الاجتماعي
وأشار المطارنة إلى وجود أثر إيجابي للربيع على الجانب الاجتماعي إذ يمنح الإنسان فرصة الالتقاء بأناس جدد وحرية الحركة والتعرف على أماكن جديدة بمتعة، كما يذهب أغلب الناس للمناطق الجبلية والزراعية وهناك يقوم المزارعين بقطف ثمارهم والحصاد وهذه الحالة تعد من التفاعل الاجتماعي الإنساني.
وبيّن أن التفاعل الاجتماعي يكون قائم على التكافل والحب كحالة من العناق بين الإنسان والإنسان، والإنسان والأرض مما يوفر السلام المجتمعي ويوثق الروابط الاجتماعية، ويجعل البرامج اليومية للناس قائمة على المتعة والعطاء ما يمنح المجتمع فرصة للتفاؤل والنضوج والإنتاج وتحقيق الذات.