اعتبر قائد هيئة أركان القوات المسلحة البريطانية الأميرال توني راداكين أن روسيا ”خسرت بالفعل" حربها في أوكرانيا ”من الناحية الاستراتيجية"، و"لن تسيطر أبدا" على البلاد.
وقال راداكين، في تصريحات نقلتها وكالة ”فرانس برس"، يوم الجمعة، إن ”الرئيس بوتين استخدم 25% من قوة جيشه لتحقيق مكاسب صغيرة على الأرض".
وتابع: ”قد تحقق روسيا بعض النجاحات التكتيكية في الأسابيع المقبلة، لكنها خسرت بالفعل من الناحية الاستراتيجية".
وشدد على أن ”حلف شمال الأطلسي أقوى"، مشيرًا في هذا الإطار إلى سعي فنلندا والسويد للانضمام إليه.
وبحسب راداكين، فإن روسيا ”لن تسيطر على أوكرانيا أبدا".
وقال إنه بعد نحو أربعة أشهر على بدء الغزو الروسي، ”سيفتقر" الجيش الروسي ”قريبا إلى الرجال" وإلى ”الصواريخ المتطورة".
تأتي هذه التصريحات في وقت تواجه قوات كييف صعوبات في دونباس شرقي أوكرانيا.
وتطالب أوكرانيا باستمرار ”بمزيد من الأسلحة الثقيلة" من حلفائها.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني آنا ماليار، يوم الثلاثاء، إن بلادها لم تتلق سوى ”حوالي 10%" من الأسلحة التي تحتاجها.
وأردف راداكين: ”الأمر صعب بالنسبة إلى أوكرانيا. ستكون معركة طويلة"، مذكرا بدعم المملكة المتحدة لكييف.
وأعلنت لندن، الأربعاء، أنها ستسلم كييف بشكل ”وشيك" قاذفات صواريخ متعددة موجهة تسمى GMLRS.
وأكد راداكين: ”كما نقدم أسلحة مضادة للدبابات. وهناك عناصر أخرى نقدمها، والأمر سيستمر".
وقالت مؤسسة دفاعية بريطانية متخصصة إن القوات الروسية ”بدأت في الفترة الأخيرة بالتركيز على استنزاف أوكرانيا وجيشها من أجل تحقيق النصر، بعد أن ارتكبت خطأ حصار العاصمة كييف في بداية الحرب بهدف احتلالها".
وأشار ”معهد الخدمات الملكية المتحدة"، أكبر مركز دراسات عسكرية في أوروبا، إلى أن ”الانتصارات العسكرية التي حققها الجيش الأوكراني في المرحلة الأولى من الحرب أعطت الأوكرانيين وحلفاءهم الدوليين انطباعا خاطئا عن ضعف القوات الروسية وقدرة القوات الأوكرانية على هزيمتهم بسهولة".
ولفتت المؤسسة، في تقرير نشرته الثلاثاء، إلى أن ”الأوكرانيين وحلفاءهم لم يأخذوا في الاعتبار حقيقة أن الغزو الروسي لأوكرانيا كان استمرارا لمسيرة عسكرية وليس عملية حربية جديدة، وكان الغرض من هذا الغزو في الغالب تحقيق تأثيرات نفسية وليس صدامات حقيقية مع القوات المسلحة لأوكرانيا".
ورأى المعهد في تقريره أن ”القيادة الروسية كانت على قناعة راسخة بأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيستسلم حتما في الأيام الأولى للغزو، الأمر الذي سيجعل الدعم الدولي المنظم لأوكرانيا مستحيلا، ويقلص العملية الروسية في أوكرانيا بشكل كبير".
وأشار إلى أن ”ذلك يتضح من خلال طبيعة الغزو بشكل قوافل طويلة وغير محمية إلى حد كبير، والتي أصبحت فريسة سهلة نسبيًا للطائرات والمدفعية الأوكرانية".