في لحظات طيبة تقف بنا الذكرى لرجال كانوا سدًا منيعًا في تاريخ الوطن .. عندما نتذكر الرعيل الأول في تاريخ الدولة الأردنية منذ التأسيس هم الرجال الرجال الذين نرفع لهم قبعات الاحترام .
اليوم نقف أمام سيرة عطرة لأحد أبناء البادية الشمالية الذين كانوا من المؤسسين في الدولة والجيش في سنوات سبقت الماضي والحاضر لفترة ما قبل عشرات السنين نستذكر هذا المساء الرجل الفذ الذي قضى عمره في الخدمة العسكرية وهو الملجأ لكل من عرفه وسمع به وهو المرحوم القائد "العقيد صوان بخيتان السمير المخمس الشرفات "ابو صالح .
ولد صوان بخيتان عام ١٩٢٦ في البادية الشمالية في ظروف معيشية صعبة و كان يمر بها جميع أبناء البادية الأردنية على إمتداد الوطن ، فقد تلقى التعليم عن طريق الكتاتيب المتنقلين في المناطق المختلفة وبفترات متقطعة .
وبتاريخ 14/9/1941م إلتحق بقوة البادية الأردنية حيث أنه كان من أوائل أبناء البادية في الخدمة العسكرية حيث أنه و بتاريخ 31/1/1945م إستقال من الخدمة ولكنه عاد إليها بتاريخ 6/3/1947م وشارك في حرب 1948م حيث تم إلحاقه بالمؤخرة العسكرية إلا أنه رفض ذلك وكانت رغبته أن يكون في مقدمة الجبهة وكان معه صديقه المرحوم خلف شافي السرحان وبالفعل تم نقلهم للجبهة وبعد إنتهاء الحرب وبتاريخ 17/11/1948م تم منحهم وساماً تقديراً لشجاعتهم وإخلاصهم وكذلك ترفيعهم لرتبة ملازم2 .
و في عام 1951م تم إيفاده إلى الكلية العسكرية في بريطانيا لمدة عامين ثم تدرج بالرتب العسكرية بالجيش العربي إلى رتبة مقدم وكان ضابطاً ذكياً ومتميزاً بشخصيته وعمله يتحدث اللغة الأنجليزية بطلاقة ، بعد ذلك تم نقله لقوات البادية في عام 1964م ليستلم مساعداً لقائد البادية ومديراً لشرطة البادية الشمالية إلى أن أحيل على التقاعد بعام 1965م .
في العام1966م أثناء زيارته للمملكة العربية السعودية إلتحق بالحرس الوطني السعودي بناءاً على رغبة رئيس الحرس الوطني السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أبان كان أميراً أثناء مقابلته له ليكون أحد كبار ضباط الحرس الوطني ويقوم على تأسيس بعض وحدات للحرس الوطني السعودي وبالفعل بدأ بإنشاء أول مدرسة تدريب للحرس الوطني السعودي وكان ضابطاً لامعاً عكس الصورة الرائعة عن الضباط الأردنيين .
في أواخر عام 1970م في أواخر أحداث أيلول قام المرحوم جلالة الملك حسين بن طلال بطلبه من الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ليعود إلى أرض الوطن وبالفعل لبّى طلب جلالة الملك وعاد على الفور للأردن وصدرت الإرادة الملكية السامية بترفيعه لرتبة عقيد وتعيينه مساعداً لقائد لواء الأمن العام حيث أظهر التميّز بعمله في تلك الفترة الحرجة .
وبتاريخ 10/10/1972م تمت إحالته على التقاعد ، وما تناهى الخبر للملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن طريق ضباط أردنيين في الحرس الوطني السعودي حتى أعاده للحرس الوطني السعودي وبرتبة عقيد واستمر بالخدمة إلى أن قدم إستقالته عام 1980م لأسباب صحية .
كانت تربطه علاقات قوية بالمرحوم جلالة الملك حسين بن طلال وخصوصاً الأمير الحسن بن طلال والشريف ناصر بن جميل وكثيرًا كان يرافق سمو الأمير الحسن بن طلال في جولاته وفي رحلات الصيد حتى بعد تقاعده وكذلك الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أبان كان أميراً والأمير متعب بن عبدالله آل سعود .
كانت له مناقب كثيرة في مساعدة الناس عامة وأبناء البادية خاصة حيث شّكل هو وصديقه المقرّب المرحوم عطا علي الهزاع المساعيد ثنائياً رائعاً بالتفاني في خدمة الوطن بشكل عام وأبناء المنطقة بشكل خاص وكانوا أنموذجاً جميلاً للنخوة العربية والفزعة البدوية الأصيلة .
توّلى عدة مناصب أثناء خدمته العسكرية في الأردن أهمها :
1. قائد فئة .
2. قائد سرية .
3. قائد كتيبة .
4. قائد مدرسة ضباط صف حرس وطني .
5. قائد كتيبة مشاة نظامية .
6. قائد لواء .
7. مساعد قائد البادية .
8. مدير شرطة البادية الشمالية .
9. مساعد قائد لواء الأمن العام .
10. قائد القطاع الجنوبي .
الأوسمة العسكرية :
1. وسام الإستقلال من الدرجة الثانية .
2. وسام الكوكب من الدرجة الثانية .
3. وسام الدفاع .
4. وسام تقدير الخدمة المخلصة .
5. وسام الدفاع البريطاني .
6. وسام ذكرى حرب 1939 و 1945
7. شارة العمليات الفلسطينية .
8. شارة الخدمة العامة الفلسطينية
أمام كل هذه السيرة الطيبة قدم نفس عسكري يوما ونفس عشائري مرة أخرى في الإصلاح والاتزان لكل من رافقه وعرفه في حالات تعدت مشاعر الإنسانية من رعيل طيب الذكر .
هناك عرفته الدولة والوطن والقوات المسلحة في تاريخ يشهد على بقاء سيرة طيبة عطرة يذكرها أبناء البادية الشمالية والوطن .