قال مسؤولان رفيعا المستوى بأجهزة المخابرات الأميركية، اليوم الثلاثاء، "إن الحرب الروسية المستمرة منذ ثلاثة أشهر في أوكرانيا وصلت نوعاً ما إلى طريق مسدود"، ويبدو أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يتأهب لصراع طويل الأمد.
وأرسلت روسيا التي تصف الحرب بـ"عملية عسكرية خاصة" مزيدا من القوات إلى أوكرانيا لشن هجوم ضخم الشهر الماضي في الجزء الشرقي من البلاد لكنها تحقق مكاسب بطيئة. وصدت المقاومة الأوكرانية القوية الهجوم الروسي على كييف في مارس (آذار).
وقال اللفتنانت جنرال سكوت بيرير، مدير وكالة المخابرات الدفاعية أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ الأميركي، "الروس لا ينتصرون والأوكرانيون لا ينتصرون. وصلت الحرب نوعاً ما إلى طريق مسدود". وأضاف، "أنه حتى الآن قُتل ما بين ثمانية إلى 10 جنرالات روس في الحرب الدامية".
وفي الجلسة ذاتها، قالت أفريل هينز مديرة المخابرات الوطنية الأميركية، اليوم الثلاثاء، "إن الولايات المتحدة تعتقد أن النصر الروسي في دونباس بشرق أوكرانيا ربما لا ينهي الحرب".
وأضافت "بحسب تقديرنا، يتأهب الرئيس بوتين لصراع طويل الأمد في أوكرانيا لا يزال ينوي خلاله تحقيق أهداف تتجاوز دونباس". وأوضحت، "بوتين يعوّل على ضعف عزيمة الغرب بمرور الوقت ومع استمرار الصراع"، مشيرة إلى "أن القلق يدور حول كيفية تطور الصراع خلال الأشهر المقبلة".
وتابعت، "في ظل حقيقة أن بوتين يواجه عدم تناسب طموحاته مع القدرات العسكرية التقليدية الحالية لروسيا. هذا يعني أن الأشهر القليلة المقبلة ربما تدفعنا للتحرك على مسار أكثر صعوبة فيما يتعلق بما يمكن التنبؤ به، وربما تشهد تصعيدا".
وردا على سؤال حول احتمال استخدام بوتين لأسلحة نووية تكتيكية، قال بيرير "في الوقت الحالي، لا نرى ذلك".
وكانت هينز قالت إن أجهزة المخابرات تعتقد أن بوتين لن يأذن باستخدام الأسلحة النووية إلا إذا أدرك وجود تهديد وجودي للدولة الروسية.
ألف جندي محاصرون في "آزوفستال"
وتحتدم المعارك الثلاثاء 10 مايو (أيار)، في جنوب أوكرانيا وشرقها، في حين يُتوقع أن تتسارع عمليات إيصال الأسلحة الأميركية إلى كييف بعدما فعّل الرئيس الأميركي جو بايدن آليةً رمزية يعود تاريخها للحرب العالمية الثانية.
وفيما استُهدفت مدينة أوديسا بالصواريخ، أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، الثلاثاء، أن أكثر من ألف جندي أوكراني منهم مئات الجرحى، لا يزالون داخل مصنع آزوفستال في مدينة ماريوبول الجنوبية الواقعة تحت السيطرة الروسية.
وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية، "أكثر من ألف" جندي أوكراني لا يزالون داخل المصنع و"المئات منهم مصابون بجروح. هناك أشخاص يعانون من إصابات بالغة ويلزمهم إجلاء طارئ. الوضع يتدهور يومياً".
ومصنع آزوفستال هو آخر جيب للمقاومة الأوكرانية في المدينة المدمرة، واكتسب رمزية كبيرة في الحرب الأوسع نطاقاً التي تشهدها أوكرانيا. وأعلنت فيريشتشوك السبت أن جميع النساء والأطفال وكبار السن المدنيين الذين كانوا يختبئون مع المقاتلين تم إجلاؤهم من أقبية الموقع الصناعي الضخم. ونفت الثلاثاء ما قاله مسؤولان محليان بأن نحو 100 مدني لا يزالون في شبكة الأنفاق التي تعود إلى الحقبة السوفياتية أسفل المصنع. وكالات ...