وفقا لموقع ناسا لم تعد النظارات الشمسية من كماليات الرفاهية التي تجمّل المظهر، لكنها باتت أسلحة لحماية العينين من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، التي زادت بشكل ملحوظ على مدى العقود القليلة الماضية.
معظمنا قد يتردد قبل شراء النظارات الشمسية وربما إن اشتراها لن يلتزم بوضعها كما يجب، على ان أضرار تعرض العين لأشعة الشمس الضارة بشكل دائم قد تسبب الكثير من المشاكل التي تؤثر على البصر.
ولتجنب هذه الأضرار، عليك ارتداء نظارتك الشمسية. وإن كنت في حيرة كيف تختار أفضلها، هذه بعض النصائح:
التأثيرات قصيرة المدى
عادةً لا يتسبب تعريض العين غير المحمية للأشعة فوق البنفسجية لفترة وجيزة في ظهور أي أعراض.
لكن يمكن أن يؤدي التعرض الطويل لأشعة الشمس بدون حماية العين بارتداء النظارة إلى حالة تعرف باسم التهاب القرنية الضوئي.
يمكن تشبيه هذه الحالة بحروق الشمس في القرنية، وهي الطرف الشفاف في مقدمة العين. مما يتسبب بموت الطبقة الخارجية من خلايا القرنية.
ينتج عن هذا ألم شديد يؤثر على كلتا العينين، والذي يبدأ بعد 6 إلى 12 ساعة من التعرض.
يشمل العلاج مسكنات الألم التي تؤخذ عن طريق الفم ومراهم العين بالمضادات الحيوية أثناء انتظار تجديد خلايا القرنية.
تستغرق عملية التشافي من 24 إلى 72 ساعة ويمكن أن يتم الشفاء التام دون أي مضاعفات.
التأثيرات طويلة المدى
يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر للأشعة فوق البنفسجية دون حماية كافية للعين إلى تلف دائم للعين. وتشمل أمراض العيون المرتبطة بالتعرض المزمن للأشعة فوق البنفسجية ما يلي:
إعتام عدسة العين
في هذه الحالة تصبح عدسة العين الشفافة غائمة ومغبشة. وهذا يسبب عدم وضوح الرؤية والعمى في نهاية المطاف إذا لم يعالج. تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 20% من حالات إعتام عدسة العين يكون سببها أو أحد عوامل تفاقمها هو التعرض للأشعة فوق البنفسجية.
ويعتبر ارتداء النظارات الشمسية أحد أكثر الطرق فاعلية في منع حصول إعتام عدسة العين.
لحمية العين
تحدث هذه الحالة عندما ينمو نسيج الملتحمة على القرنية. الملتحمة هي الغشاء الشفاف الذي يغطي الجزء الأبيض من العين وعادة لا يغطي القرنية.
على الرغم من أنه غير سرطاني، إلا أن وجود اللحمية يمكن أن يسبب تهيجاً واحمراراً والتهاباً مزمناً.
تنمو اللحمية ببطء على مدى شهور وسنوات، ويمكن أن تعيق الرؤية عندما تنمو فوق حدقة العين. قد تسبب أيضاً اللابؤرية، وهي انحناء القرنية، مما يؤدي إلى تشوش الرؤية.
يشمل علاج اللحمية الخفيف الذي لا يؤثر على الرؤية، استخدام الدموع الاصطناعية. أما تلك التي تؤثر على الرؤية فقد تتطلب الاستئصال الجراحي.
ومرة أخرى، يعد التعرض المزمن للأشعة فوق البنفسجية للعيون غير المحمية سبباً رئيسياً لتطور اللحمية.
التنكس البقعي
يصيب هذا المرض الجزء من الشبكية المسؤولة عن الرؤية المركزية التي تسمح لك برؤية التفاصيل الدقيقة. وقد يؤدي إلى ضعف شديد في البصر.
يشمل العلاج حقن الأدوية مباشرة في العين ويهدف إلى الحد من تطور المرض؛ لكن لا يمكن علاج الضرر الذي حدث للعين بشكل كامل.
في حين أن الارتباط بين التعرض للأشعة فوق البنفسجية والتنكس البقعي أقل وضوحاً من إعتام عدسة العين أو اللحمية، فإن الإشعاع قصير الموجة والضوء الأزرق (الموجود في ضوء الشمس الساطع) يسببان تلفاً لشبكية العين.
والتعرض للضوء الشديد يرتبط بالتنكس البقعي. لذلك من المهم ارتداء النظارات الشمسية للحد من التعرض المفرط للضوء لشبكية العين.
السرطان
على الرغم من أنه نادر، إلا أن التعرض المزمن للأشعة فوق البنفسجية يرتبط بزيادة معدلات الإصابة بأنواع معينة من سرطانات العين، مثل سرطان الخلايا الحرشفية في الملتحمة وسرطان الجلد داخل العين وسرطانات الجلد في الجفن وحول العين، حيث لا يستخدم الناس واقي الشمس بشكل روتيني.
لكن كيف تختار النظارات الشمسية التي تحمي عينيك؟
على الرغم من تواجدها في كل متجر وكل مكان في الأسواق فإن أغلبنا قد لا يستطيع اختيار النظارات الجيدة التي يمكنها حماية أعيننا حقاً.
الطريقة السهلة لمعرفة ما إذا كنت تشتري النظارات الشمسية المناسبة أم لا هي قراءة الملصقات عليها. ونحن لا نتحدث عن العلامة التجارية فقط. يجب أن تأتي نظاراتك بلاصقة حماية الأشعة فوق البنفسجية تقول: 'حماية 100% ضد كل من UVA و UVB' أو 'حماية 100% ضد الأشعة فوق البنفسجية 400'.
على الرغم من أن معظم النظارات الشمسية اليوم تأتي مع حماية الأشعة فوق البنفسجية المضمنة في العدسة، إلا أن هناك بعض أنواع العدسات مثل النظارات العصرية التي تجدها في محال إحدى العلامات التجارية للأزياء قد لا توفرها. الرأي