يُعد باب الكعبة الحالي المصنوع من الذهب، أحد التفاصيل البارزة لهذا المعلم الديني في المملكة العربية السعودية. وقد يعتبر العديد من الأشخاص صناعة باب الكعبة بمثابة مهمة العمر، فمن هو الشخص الذي حظي بتلك الفرصة؟
أمر الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود قبل عقود عدّة بتجديد باب الكعبة، ونفّذ هذه المهمة أحمد بن إبراهيم بن يوسف بدر، الذي تولى رئاسة الصاغة، أو ما يُعرف بمنصب "شيخ الصاغة "، عام 1965.
اتجه بدر، وهو من مواليد مكة، للعمل مع والده بصناعة الذهب والفضة منذ أن كان يبلغ من العمر 15 عاماً، بحسب سلطان بن حمد العويرضي، المتحدث الرسمي لدارة الملك عبد العزيز.
ويتمحور عمل هذه المؤسسة حول خدمة تاريخ، وجغرافيا، وآداب، وتراث المملكة العربية السعودية، والجزيرة العربية، والعالم العربي.
وقال العويرضي إن بدر "ورث المهنة أباً عن جد"، وحظيت عائلته بشرف تولي رئاسة الصاغة لأكثر من نصف قرن، لغاية اليوم.
ويتولى فيصل محمد محمود بدر راهنًا، منصب شيخ الصاغة.
وخلال عمله مع والده، شارك أحمد إبراهيم بدر، الذي توفي عام 2009، بصنع المصوغات الذهبية.
ومن أبرز محطّات حياته، صناعته لباب الكعبة الحالي، من الذهب الخالص لأول مرة، والذي تم تركيبه عام 1979، إضافةً لصنع باب التوبة المُركّب داخل الكعبة على السلالم المؤدية إلى سطحها.
وعندما أمر الملك خالد بتغيير باب الكعبة، أشار العويرضي إلى أنّ البنك المركزي السعودي زوّد بدر "بكمية من الذهب لصنع الباب، والذي قدّر بـ280 كيلوغرامًا من الذهب الخالص".
لذلك، يعتبره البعض أكبر كتلة من الذهب في العالم، بحسب ما ذكر الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" عبر الإنترنت.
لم تقتصر الإفادة من مهارات بدر في صناعة باب الكعبة فقط، فقد امتدّت لصناعة العديد من الهدايا الملكية.
وصاغت عائلته أنواعًا عديدة من الهدايا للأسرة الملكية، والمصوّغات، مثل السيوف الذهبية، والخناجر الذهبية والفضية المرصعة بالأحجار الكريمة، والمباخر، إضافةً للحلي، والمجوهرات.
وأكد العويرضي أن "المصوغات الذهبية التي عمل عليها أحمد بدر، وأجداده من قبله، تُعد إرثًا تاريخيًا مُستمدًّا من تراث عربي أصيل، وتستمد أهميتها من كونها صناعة يدوية دقيقة".