نيروز الإخبارية : نظمت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، عدداً من اللقاءات والفعاليات الثقافية في جمهورية كازاخستان، وذلك في إطار جولة للفريق الإعلامي للجائزة للتعرف على واقع الترجمة بين اللغتين الكازاخية والعربية، بمناسبة اختيار هذه اللغة ضمن اللغات الخمس لفئة الإنجاز للموسم الثامن من الجائزة.
واشتملت الجولة، التي استمرت أربعة أيام، على عقد ندوتين علميتين، ولقاءات إعلامية، وجلسات حوارية، وزيارات لعدد من الجامعات والمكتبات والمرافق العلمية والأكاديمية والبحثية ومعاهد اللغات والترجمة في كازاخستان.
واطلع الفريق الإعلامي للجائزة على المخطوطات المحفوظة في مكتبة جامعة الفارابي الحكومية التي تأسست عام 1934، وقام بزيارة إلى المكتبة الوطنية الكازاخية التي تأسست عام 1910 للتعرف على مقتنياتها من الكتب والمخطوطات العربية، كما زار عدداً من دور النشر للاطلاع على واقع الترجمة بين العربية والكازاخية وأهم الكتب المترجمة وجهود المؤسسات في الترجمة بين اللغتين.
وخلال زيارة الفريق إلى المعهد الأوروآسيوي، تحدث المدير التنفيذي للجائزة لبيب النحاس عن أهمية الجائزة وأهدافها النبيلة، مؤكداً حجم الترابط بين ثقافات الشعوب ودور الترجمة في مد جسور التواصل الإنساني.
وزار الفريق مكتبة الشاعر جامبول جابايف، واطلع على باقة من الكتب المحفوظة فيها، مشدداً على أهمية إثرائها بمزيد من الكتب العربية أو المترجمة من العربية، وبخاصة في حقل الإنسانيات.
وفي إطار الجولة، عُقدت ندوة علمية بعنوان "واقع وآفاق الترجمة بين اللغتين العربية والكازاخية" في جامعة الفارابي، نظمتها كلية الدراسات الشرقية بالجامعة وحضرها وشارك فيها عدد من الأكاديميين والمترجمين من جامعات كازاخية وأجنبية.
وخلال الندوة، أكد السفير القطري لدى كازاخستان عبدالعزيز بن سلطان الرميحي، في كلمة قدمها عن بُعد، أهمية تعزيز التعاون بين البلدين في المجالات الفكرية والثقافية والعلمية. ومن جانبه، لفت السفير الكازاخي لدى دولة قطر أرمان عيسى علييوف، في كلمة عن بُعد، إلى اهتمامه باللغة العربية ودراسته لها في كلية الدراسات الشرقية بجامعة الفارابي، مؤكداً أهميتها على المستوى العالمي، وداعياً إلى مزيد من التعاون المثمر بين البلدين في مجال الترجمة.
وقدمت د.حنان الفياض، المستشارة الإعلامية لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، تعريفاً بالجائزة وفئاتها الثلاث واللغات المختارة في موسمها الثامن (2022)، إذ تشمل الفئة الأولى الترجمة في الكتب المفردة، وتنقسم إلى أربعة فروع هي: الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، والترجمة من الإنجليزية إلى العربية، والترجمة من العربية إلى التركية، والترجمة من التركية إلى العربية. أما الفئة الثانية فتشمل جوائز الإنجاز في اللغتين الرئيستين، بينما خُصصت الفئة الثالثة لجوائز الإنجاز في اللغات الفرعية المختارة، وهي في هذه الدورة: الترجمة من العربية وإليها في لغات: بهاسا إندونيسيا، الكازاخية، الرومانية، السواحلية، الفيتنامية.
من جهتها، تحدثت المترجمة جلنار نادياروفنا التي تعد أقدم دارسة كازاخية للّغة العربية، عن أهمية الأدب بوصفه خير وسيلة تواصل بين الثقافات، وأكدت أن للترجمة دوراً كبيراً في دعم أوجه التواصل الحضاري.
وقالت نادياروفنا، إن مختارات من الأدب الكازاخي الحديث تُرجمت إلى العربية في عام 2020، مشيرة إلى أن ارتفاع الكلفة من أهم التحديات التي تواجهها حرمة الترجمة، آملة أن تقدم المؤسسات المعنية الدعم في هذا المجال لتحقيق نتائج أفضل في مختلف مجالات الترجمة.
بدوره، أشار البروفيسور اختيار بالتوري، عميد كلية الدراسات الشرقية بجامعة الفارابي، إلى ضرورة تأهيل المترجمين للتعامل مع التحديات بأنواعها.
واستعرضت المترجمة د.سمال تولي بايا، خلال مداخلة لها عبر الاتصال المرئي، تاريخ الترجمة بين العربية والكازاخية، موضحة أن علاقة الكازاخيين باللغة العربية تعود إلى القرون الوسطى مع ابن بطوطة الذي زار منطقة آسيا الوسطى، لافتة إلى أن الترجمات من العربية إلى الكازاخية اهتمت بالتراث الديني كالقرآن الكريم وكتب الحديث وكتب التفسير والفقه ثم التراث العربي مثل "كليلة ودمنة" ومؤلفات أبي نصر الفارابي، ثم الترجمات الحديثة، فضلاً عن ترجمات أخرى اعتنت بالأدب والسياسة وغيرهما.
من جهته، تطرق أستاذ الأدب العربي الدكتور شهاب الدين أحمد فرفور (تركيا)، إلى موضوع ترجمة الشعر، وأهم معايير الترجمة في هذا المجال.
أما الدكتورة شينار سانديباياف، فتوقف في في مداخلته عند الترجمة من العربية إلى الكازاخية، مشيراً إلىأن عدداً من المصادر المتعلقة بتاريخ كازاخستان تُرجمت إلى العربية، وكذلك الحال بالنسبة إلى المؤلفات التي تناولت عصور ازدهار الثقافة العربية في آسيا الوسطى.
بدورها، استعرضت المترجمة زولديز أومر بيكوفا، مراحل ترجمة كتاب سيرة السلطان الظاهر بيبرس، الذي يعد من أهم كتب الأدب الشعبي العربي، مستعرضةً صعوبات الترجمة التي واجهها فريق العمل.
وشارك في الندوة، عبر تقنية الاتصال المرئي، المترجم د.خالد السيد غانم (مصر)، ود.ربيعة تولوباي (كازاخستان)، ود.سامر درة (سوريا).
وفي إطار الجولة أيضاً، عُقدت ندوة ثانية حول الترجمة في مقر كلية الدراسات الشرقية، شارك فيها عدد من المترجمين والباحثين، حيث استعرض المترجم د.رشيد محيي الدين، تجربته في نقل عدة مؤلفات من العربية إلى الكازاخية، من بينها "صحيح البخاري" و"شرح النووي" و"السيرة النبوية"، مستعرضاً أبرز الصعوبات التي تواجه المترجمين خلال عملهم، ومستشهداً بمجموعة من الأمثلة في هذا السياق.
وعرّف الدكتور إركن بيك، مدير مركز الدراسات العربية المنبثق عن كلية الدراسات الشرقية، بدور المركز الذي أنشئ مؤخراً في توفير دراسات للكازاخيين بالعربية، مشيداً بدور جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في تحفيز المترجمين على تقديم مشاريع نوعية في الترجمة، ومعرباً عن أمله في تعزيز نشاط الترجمة بين المركز والجائزة.