تفتتح الدورة 36 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، الأربعاء، التي تضم فعاليات ومشاركات فنية وثقافية محلية وعربية وعالمية، تُقام غالبيتها على مرافق المدينة الأثرية في جرش.
ويبدأ حفل الافتتاح عند الساعة السابعة مساء، الذي يشهد إيقاد شعلة المهرجان، واحتفالية موسيقية للفنان طارق الناصر، يرافقها استعراضات فنية راقصة، ومشاركة مجموعة من الفنانين الأردنيين.
وقال المدير التنفيذي للمهرجان مازن قعوار، إن برنامج المهرجان للعام الحالي يحتوي على زخم كبير من الفعاليات التي تبلغ نحو 250 فعالية فنية وثقافية وحرفية، يشارك فيها 1500 مثقف وفنان وفنانة من الأردن والدول العربية ودول العالم، وهناك عروض لـ 25 فرقة فنية تقام على "الساحة الرئيسية" التي تمثل "قلب المهرجان".
وتحت شعار "نورت ليالينا" تبدأ فعاليات البرامج الثقافية والفنية المختلفة في المدرجات والساحات والمسارح خلال الفترة من 28 تموز/يوليو إلى 6 آب/أغسطس المقبل.
وستقام غالبية الفعاليات في المدينة الأثرية في جرش على المسرحين الجنوبي والشمالي، ومسرح أرتيمس، والساحة الرئيسية، ومسرح الصوت والضوء، وشارع الأعمدة، إضافة إلى فعاليات أخرى في إربد، وفي المركز الثقافي الملكي في عمان.
ومنح المهرجان جائزته السنوية للشاعر زياد العناني، وأطلق اسم القاص فخري قعوار على ملتقى القصة الذي سيقام في مقر رابطة الكتّاب الأردنيين، وسيشارك فيه مجموعة كبيرة من القاصين الأردنيين.
وأُطلقت جائزة خاصة لأفضل ديوان شعري لهذا العام يتم اختيارها من اللجنة الثقافية، ويُنظم المهرجان مؤتمرا نقديا عربيا على مدار يومين، الأول يتخصص في الشعر، ويقام في المركز الثقافي الملكي، والثاني في الفن التشكيلي، ويقام في الجامعة الأردنية.
ويضم المهرجان برنامجا شعريا متنوعا بمشاركة شعراء عرب، وأكثر من 40 شاعرا وشاعرة من الأردن.
وستعقد ندوات قصصية ونقدية يقيمها الاتحاد بمشاركة أكثر من 70 أديبا من أعضاء الاتحاد، وكذلك سومبوزيوم تقيمه رابطة التشكيليين الأردنيين.
وسيقدم خلال هذه الدورة أمسيات شعرية على مدار أيام الأسبوع يشارك فيها العديد من أبناء المجتمع المحلي والذين يتبعون للهيئات الثقافية المحلية في المدينة، حيث سيشارك أكثر من 50 شاعرا ومثقفا في هذه التظاهرة الثقافية.
وضمن المسؤولية الاجتماعية، يُنظم حفل خاص لفرقة فوزي موزي في مركز الحسين للسرطان للأطفال وذويهم.
وفي إطار رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، أدرج المهرجان برنامج الملتقى التشكيلي الذي حمل عنوان "عبق اللون" وهو يعنى بالأطفال المكفوفين ممن لهم شغف بالرسم من خلال تمييز اللون بالرائحة، وستقام ورشة للرسم ينتج عنها معرض خاص سيقام خلال أيام المهرجان، ويعتبر عبق اللون مشروعا رياديا يستحق الدعم.
ويقدم برنامج " بشاير جرش" الذي يعنى بالمبدعين الشباب هذا العام أوسع مشاركة في تاريخه لأكثر من 120 شابا وشابة مبدعة في حقوله الستة المختلفة.
وانطلق المهرجان للمرة الأولى عام 1980 بمبادرة من جامعة اليرموك، لكنه تحول إلى مهرجان رسمي، وافتُتحت دورته الأولى عام 1981 ليقام صيف كل عام، ويشمل فعاليات فنية وأدبية وثقافية من أنحاء العالم.
لكن وتيرة إقامة المهرجان سنويا تعرضت إلى توقف وتأجيل عامي 1982 و2006؛ بسبب الاجتياح الإسرائيلي وعدوانه على لبنان.
وتعرض المهرجان لتوقف عام 2008، بعد الاستعاضة عنه بمهرجان الأردن الذي شمل مدنا عدة منها جرش؛ ليعود من جديد في العام 2011 بعد غياب ثلاث سنوات.
لكن جائحة كورونا قالت كلمتها، وفرضت تداعياتها على المشهد الثقافي والفني؛ فتقرر تجميد إقامة المهرجان في 2020.
وعاد المهرجان في 2021 تحت شعار "جرش ... مزينة بالفرح" بمشاركة 5 نجوم عرب، وأكثر من 70 فنانا أردنيا، وما يفوق 38 فرقة فلكلورية محلية وعربية وعالمية في البرنامج الفني، أما البرنامج الثقافي فيشهد وجود 270 مشاركا.
وتعد المدينة الأثرية في جرش الموقع الرئيسي لفعاليات المهرجان الفنية والثقافية، وتبعد عن عمان نحو 48 كم.
وتضم المدينة الأثرية معالم عدة تحتضن الفعاليات منها المسرح الجنوبي الذي بُني أواخر القرن الأول الميلادي، والمسرح الشمالي، وشارع الأعمدة وهو الشارع الرئيسي في مدينة جرش الرومانية وطوله 800 متر، ويضم نحو ألف عمود، ومسرح أرتيمس، ومسرح الصوت والضوء، والساحة الرئيسية.
ويُنظر لمهرجان جرش للثقافة والفنون على أنه قدم ويُقدم الهوية الثقافية الفنية الأردنية للعالم، وعاملاً مؤثِّراً ومتأثراً بالثقافة العربية والعالمية، وأصبحت المشاركة فيه مكسباً مهما للفنانين.