حتى وقت قريب لم اكن متأكد من ثقتي بالرئيس بشر الخصاونه، كان موقفي يتقلب بين السلب والايجاب ويجري على نحو غير مستقر،
فشلت بكل صراحة بجمع مشاعري المشتته لتصويبها نحو ذاك الرجل الغريب.
كنت على وشك تصديق حكومته وهي تتلو علينا اشكال الوان من الخطابات عن فراغ جزدانها من الفلوس، واكاد ابكي لتدهور حالتها المالية وانا اراها تقترب من مرحلة قطع يدها لتشحد لنا الملح عليها.
لقد راودتني نفسي في اللحظة الاخيرة ان ادعو الله ان يره الحق حقا ويرزقة اتباعة والشر شرا ويرزقه اجتنابه، وان يوفق دولته لما فية خير البلاد والعباد، ويهيء له البطانة الصالحة، لكني لم افعل حين داهمتني حالة الشعور المعاكس وحين اصبحت لا اراه الا رجل يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين .
كنت انوى احترام حكومته، والتعاطف معها ، وقبول نهج التقتير لولا العناية الالهية التي انقذتني من اقتراف هذا الاحترام البائس، وقبل التورط بالاعجاب بادائه، ونجوت من ذاك الشعور باعجوبه.
كانت احاسيسي نحو حكومتة خادعة ،لم اشعر خلالها بتقصير فيما يخص عدم قدرتها على توفير فرص العمل، او زيادة الرواتب او نقص الادوية، او كلما هوت عجلات سيارتي في حفرة من حفر الطريق المتتابعه، فما ان اخرجها من واحدة حتى تقع في ثانية، او تقفز عن مطب مفاجيء.
كنت اصدق ما يشاع عن ان رئيس الوزراء متشعب المهارات، وبارع في التخصصات الحكومية الدقيقة، والمجالات الوظيفية كافة ،حتى ظننت انه يستطيع ازالة الزائدة الدودية، وسواقة غارفة الفوسفات او الغناء حتى.
كنت التمس له العذر في الزلات والسقطات على اعتبار انه بشر يخطيء ويصيب، ومخلوق مثلنا من صلصال كالفخار.
كنت بصدد اعداد العدة واجهز نفسي لبدء عملية تقدير واسعه النطاق تشمل كرمال عيونه مرج عيون حكومتة كلها.
وكنت افكر بعناقة لو اتيحت لي فرصة لقائه المستحيل، لكني صرفت النظر عن الفكرة بعد ثبوت اصابته بالشذوذ المالي ، ويتعاطى التبذير وغير متمالك لقواه المصرفية، ولا يصلح للعناق عندما صعقنا بقرارات التبذير والاسىراف في الرواتب الفلكية لمسئولي المؤسسات الوطنية الخاسرة، التي تفوق مخصصات ملك السويد او مدير عام مرسيدس بنز.
وصعقت اكثر عند شراءه سيارات فارهة لمسئولين عاديين لم يركبها امراء النفط، ولا زعماء امبراطوريات عالم المال والاعمال.
لطالما ضبطنا حكومته متلبسة بالجرم المشهود مرارا وتكرارا وهي تدس يدها خلسة في جيوبنا لانتزاع حصتها من بقايا فتات قوت الايتام والفقراء والمساكين، فترفع اسعار البنزين تارة، والكهرباء تارة اخرى بلا سبب موضوعي مقنع .
زبدة القول، انني توصلت الى نتيجة قطعية خلاصتها ان دولته ربما يصلح لاي شيء الا ان يكون رئيسا للوزراء.