مع اقتراب انقضاء نصف عام على إطلاق روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، لا تزال المخاوف قائمة بشأن كارثة نووية محتملة.
واليوم الأحد، دعا قادة الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا إلى "ضبط النفس" حول محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية، الأكبر في أوروبا والتي تسيطر عليها روسيا.
وأفاد بيان مشترك أن الرئيسين جو بايدن وإيمانويل ماكرون والمستشار أولاف شولتس ورئيس الوزراء بوريس جونسون طلبوا أيضا بعد مشاورات هاتفية "الإسراع" في إرسال بعثة من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المحطة محل النزاع.
وسقط وابل من قذائف المدفعية على مدينة قريبة من أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا، اليوم الأحد أيضا، فيما أصابت صواريخ روسية أهدافا بالقرب من ميناء أوديسا الأوكراني على البحر الأسود، وهو مركز لتصدير الحبوب.
تحذير أوكراني
وقبل أيام من ذكرى مرور 31 عاما على استقلال أوكرانيا عن الحكم السوفيتي، والذي يوافق 24 أغسطس/ آب، حث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كلمة مصورة له، على توخي الحذر قائلا إن موسكو يمكن أن تحاول في هذه المناسبة القيام بشيء "بشع بشكل خاص".
وبعيدا عن التحذيرات الأوكرانية، قالت السلطات الروسية اليوم الأحد إنها تحقق فيما يشتبه بأنه هجوم بسيارة ملغومة خارج موسكو أودى بحياة ابنة المفكر الروسي القومي المتطرف ألكسندر دوجين الذي يدعو إلى ضم أوكرانيا إلى روسيا.
وفي حين قال المحققون إنهم يأخذون في الحسبان كل الاحتمالات خلال العمل على تحديد المسؤول، تكهنت وزارة الخارجية الروسية بأنه قد تكون هناك صلة لأوكرانيا بالحادث، وهو ما سارع مستشار زيلينسكي بنفيه.
وقال المستشار الرئاسي ميخائيلو بودولياك "أوكرانيا، بالطبع، لا صلة لنا بهذا لأننا لسنا دولة إجرامية، والأكثر من ذلك أننا لسنا دولة إرهابية"، مشيرا إلى أن الواقعة تعد بمثابة قدر عادل لأنصار الهجوم الروسي.
وفي الوقت الذي تستعد فيه أوكرانيا للاحتفال بعيد استقلالها في ظل الحرب، أعلن المسؤولون العسكريون والمحليون عن توجيه المزيد من الضربات الروسية لأهداف في شرق وجنوب أوكرانيا.
وتعرضت مدينة نيكوبول، التي يفصلها نهر دنيبرو عن محطة زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا للقصف، فيما تسيطر روسيا على المحطة منذ مارس/آذار الماضي.
وذكر حاكم المنطقة فالنتين ريزنيتشينكو أن نيكوبول تعرضت للقصف خمس مرات خلال الليلة الماضية، مشيرا إلى أن 25 قذيفة مدفعية أصابت المدينة وأدت إلى نشوب حريق في منشأة صناعية وانقطاع الكهرباء عن ثلاثة آلاف من السكان.
منطقة أوديسا
وتجددت المخاوف من وقوع حادث نووي بسبب القتال قرب المحطة، كما أن الهجوم الصاروخي الذي وقع أمس السبت على بلدة فوزنيسنسك بجنوب أوكرانيا ليس بعيدا عن ثاني أكبر محطة نووية في البلاد.
وتضم منطقة أوديسا موانئ على البحر الأسود لها أهمية بالغة في اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة للسماح لصادرات الحبوب الأوكرانية، التي عرقلتها الحرب، بالوصول إلى الأسواق العالمية مجددا.
وأُطلقت خمسة صواريخ كاليبر من البحر الأسود على منطقة أوديسا خلال الليل، وفقا لما نقلته الإدارة الإقليمية عن معلومات من القيادة العسكرية الجنوبية.
وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية صاروخين بينما أصابت ثلاثة صواريخ مخزنا للحبوب دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا.
لكن روسيا قالت اليوم الأحد إن صواريخها دمرت مستودعا للذخيرة يحتوي على صواريخ هيمارس أمريكية الصنع.
ولم ترد تقارير جديدة عن حوادث في شبه جزيرة القرم في البحر الأسود بعد سلسلة من الانفجارات وقعت في الآونة الأخيرة وتصدرت عناوين الأخبار.
جزيرة القرم
ولم تعلن كييف مسؤوليتها عن الهجمات، لكن محللين قالوا إن بعضها على الأقل أصبح ممكنا بفضل العتاد الجديد الذي تستخدمه قواتها.
وفي أحدث واقعة بالمنطقة، قال ميخائيل رازفوجاييف حاكم شبه جزيرة القرم المعين من روسيا، والذي لا يعترف به الغرب، على تليجرام إن هجوما بطائرة مسيرة على مقر الأسطول الروسي في البحر الأسود تم إحباطه صباح السبت.
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في إفادة يومية على فيسبوك إن القوات الروسية نفذت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عدة محاولات اعتداء في دونباس.
وكانت تلك المنطقة الشرقية التي يسيطر عليها جزئيا انفصاليون موالون لموسكو هدفا رئيسيا للحملة الروسية خلال الأشهر الماضية.
وقال فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف بجنوب أوكرانيا إن القوات الروسية نفذت هجوما ناجحا على قرية على الحدود بين منطقتي خيرسون وميكولايف.
وأضاف كيم عبر تطبيق تليجرام أن مدينة ميكولايف تعرضت للقصف بصواريخ متعددة من أنظمة إس-300 في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضا إن قواتها دمرت اثنين من مدافع هاوتزر إم777 في مواقع قتالية في منطقة خيرسون ومستودعا للوقود في منطقة زابوريجيا.وكالات