في السنوات الأخيرة تغير سلوك الأفراد والجماعات وتغيرت الثقافة المجتمعية فاختفت الكثير من القيم النبيلة كالنخوة والشهامة والفزعة والكرامة واتسمت علاقاتنا الإنسانية والاجتماعية بالفتور.
فكثير من الناس قد تغيرت نفوسهم بتغير أحوالهم بعد أن أنعم الله عليها فاغناها من بعد فقر وانتقلت من مستوى وظيفي إلى آخر فتكبرت على من حولها وربما على أقرب الناس إليها.
وبالمقابل هنالك أناس ما زالت تعتز وتفتخر بماضيها وبساطة عيشها وان كان مغلف بالفقر والحرمان وتعتبره جزء من تراكيب دمائها.
فالنفوس الكريمة لا تتغير بتغير أحوالها بل تبقى حافظة للود والوفاء ومعترفة بالمعروف وثابتة على المبدأ حتى لو وصلت إلى أعلى المراتب والمناصب وحملت أعلى الألقاب والمسميات.
من يعش يرى أن الناس معادن بعضهم كالذهب كلما مر عليه الزمان زاده بريقا ولمعانا وبعضهم معدنه رديئا سرعان ما يصدأ وبعضهم قد كشف عنه غناه ومنصبه طباعا ذميمة كان يسترها فقره وبساطة عيشه وقلة حيلته.