قالت شبكة "سي إن إن" إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتظر وراقب لأشهر بأمل تفكك إجماع واشنطن الذي بناه الرئيس، جو بايدن، بشأن الحاجة إلى بذل كل ما يلزم للدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا.
وأضافت الشبكة في تقرير، الأربعاء، أن التصدعات الأولى في هذا الإجماع قد تظهر قريبا مع اقتراب الانتخابات النصفية، التي يتوقع لها أن تحدث تغييرات مهمة في خريطة الكونغرس.
وتابعت الشبكة أنه "ليس هناك ما يشير إلى أن خط المساعدات العسكرية الذي تبلغ قيمته 18 مليار دولار والذي ساعد أوكرانيا على صد الهجوم الروسي معرض للخطر على الفور".
لكن تحركات المعارضة السياسية لدور الولايات المتحدة اللامتناهي في الحرب تتزايد قبل أسبوعين فقط من الانتخابات النصفية المقررة في 8 من نوفمبر، وفقا للشبكة.
وأشارت إلى أنه "حتى أدنى تلميح إلى تخفيف الجهود الأميركية يمكن أن يريح بوتين، الذي يستعد لفرض شتاء مؤلم على المدنيين الأوكرانيين والأوروبيين الذين يعتمدون على الغاز الروسي".
ووصفت الشبكة خطوة أعضاء "الكتلة التقدمية في الكونغرس" بمجلس النواب الأميركي نشروا خطابا، الثلاثاء ثم سحبوه لاحقا، دعوا فيه إدارة الرئيس جو بايدن إلى تغيير استراتيجيته الخاصة بحرب أوكرانيا والتفاوض مع روسيا بأنها "كارثة سياسية".
وجاءت تلك الخطوة بعد أيام من تحذير زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب كيفين مكارثي من أن كييف لا يمكن أن تتوقع "شيكا على بياض" بشأن المساعدات، في حال فوز الحزب الجمهوري بالأغلبية في الكونغرس بعد الانتخابات.
وتقول الشبكة إن من الواضح أن إجماع الحزبين على مساعدة أوكرانيا لا يزال موجودا في واشنطن، لكنها بينت أن هناك تذمرا من تشدد بايدن بشأن روسيا.
كذلك ذكرت الشبكة أن "علامات تآكل الجهود السياسية الرامية لمساعدة أوكرانيا في الولايات المتحدة، وفي بعض الدول الحليفة تعتبر مهمة للغاية"، مضيفة أن ذلك "يمكن أن يقنع بوتين بأن حرب الاستنزاف في الشتاء يمكن أن تتسبب عاجلا أم آجلا في إرهاق الغرب وبالتالي إضعاف قدرة أوكرانيا على القتال".
وتدعم إدارة بايدن أوكرانيا في صدها للغزو العسكري الروسي، حيث أقرت الإدارة الأميركية مساعدات عسكرية ومالية لكييف.
واتخذت واشنطن موقفا صارما حيال موسكو، وقادت جهودا دولية لدعم الموقف الأوكراني وإدانة الحرب الروسية التي شنها بوتين في 24 فبراير الماضي ضد أوكرانيا.
وأعرب مسوؤل أوكراني عن قلقه من سيطرة الحزب الجمهوري الأميركي على الكونغرس، خاصة في ظل الحديث عن احتمالية الحد من مساعدات واشنطن لكييف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا في حديث لموقع "أكسيوس" إنه يشعر "بالقلق" من تهديدات المشرعين الأميركيين الجمهوريين بقطع المساعدات عن أوكرانيا إذا سيطر النواب الجمهوريون على مجلس النواب في الانتخابات المقبلة.
وأضاف "نحن قلقون من هذه التصريحات. نعتقد أنها غير عادلة. لكني أعتقد أننا سنصلح الأمر، وأنا متأكد أننا سنتعامل مع هذه المخاطر بشكل فعال، وأن المساعدات لأوكرانيا لن يتم قطعها".
وأشار كوليبا إلى أن كييف "تلقت تاريخيا دعما من الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي"، مؤكدا أنه سيتم العمل "مع الجمهوريين والديمقراطيين للتأكد من استمرار المساعدات".
ويشير التقرير إلى أن "أي تخفيضات للمساعدات الأميركية، من شأنه توجيه ضربة كبيرة إلى كييف ويمكن أن يغير مسار الحرب".