نيروز الإخبارية : عن دار (انترلنك Interlink Publishing ) في نورثامبتون، وماساتشوستس ، في الولايات المتحدة الأمريكية صدرت حديثًا الترجمة الإنجليزية لدفاتر الوراق، رواية الأردني جلال برجس التي صدرت عام 2020 بالعربية عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ونالت الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر) 2021، وتعدت طبعاتها العربية.
وقد ترجمها البروفيسور (بول ستاركيPaul Starkey) الباحث البريطاني والمترجم المتخصص مجال الأدب العربي، والذي حصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد، وكان موضوع رسالته العلمية عن أعمال الكاتب المصري توفيق الحكيم، وهو ويشغل حاليا منصب رئيس قسم اللغة العربية في جامعة (دورهام).
ويذكر أن دفاتر الوراق قد ترجمت أيضا إلى الفارسية بثلاث ترجمات مختلفة، وقريبا -حسب الوكيلة الأدبية للمؤلف-ستظهر ترجمات لها إلى لغات أخرى، كما وسيعرض مسلسل من ثلاثين حلقة عنها حمل عنوان الرواية ذاته.
وتتكئ هذه الرواية على حكايات عن المهمّشين تُروى من خلال عدد من الدفاتر في إطار زمني يقع بين عامي 1947 و2019 عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني البعض الآخر أزمة مجهولي النسب، ويقاسي آخرون عدم انتمائهم إلى عائلات كبيرة. تتقاطع مصائر الشخصيات ببعضها فتبرز قيمة البيت والذي حمل رمز الوطن مقابل أكثر من شكل للخراب.
والشخصية المحورية ورَّاق مثقف وقارئ نهم للروايات إلى درجة أن تتلبسه شخصية أي رواية تقنعه ويتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ليعيش صراعًا بين صوتين في داخله: واحد مُحرض على ارتكاب عدد من الجرائم حيال واقع لم يمنحه حقه في العيش، والثاني يقف بوجهه متكئًا على محمول معرفي عميق.
وتكشف الرواية إضافة إلى هذا المنحى وخلال التناوب بين محتوى الدفاتر من سينتصر على الآخر، وكيف تتشابك الحكايات ببعضها لتؤدي إلى مقولة رئيسية في الرواية مفادها: أن الخوف حتمًا سيؤدي إلى الخراب.
وتدور أحداث الرواية في مدينتيّ عمّان وموسكو. بطل الرواية، إبراهيم، وهو بائع الكتب مثقف وقارئ نهم، لكنه فقد متجره ووجد نفسه متشرّدًا.
صار حديث الشارع بعدما واجه أحداثاً كثيرةً في زمن شبكات التواصل الاجتماعي، فيعيش العزلة والوحدة وتتفاقم حالته النفسية جرّاءها فيصاب بفصام الشخصية وتتلبّسه شخصيات أبطال الروايات التي كان يحبها فيتقمصها ويرتكب سلسلة من جرائم السطو والسرقة والقتل. يحاول الانتحار لكنه التقي بامرأة غيّرت مصيره.
جلال برجس شاعر وروائي أردني نال عدة جوائز عربية وعالمية مثل: الجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2021) عن روايته (دفاتر الوراق). وجائزة كتارا للرواية العربية 2014 عن روايته (أفاعي النار). وجائزة روكس بن زائد العزيزي للإبداع 2012 عن مجموعته القصصية (الزلزال).
وجائزة رفقة دودين للإبداع 2013 عن روايته (مقصلة الحالم). كما ووصلت روايته (سيدات الحواس الخمس) إلى القائمة الطويلة للبوكر العربية 2019.
وكتب الشعر، والقصة، وأدب المكان، والمقالات النقدية والفكرية ثم اتجه إلى كتابة الرواية، ترجمت رواياته إلى الإنجليزية، والفرنسية، والفارسية، والهندية، والماليالامية. كما وترجم كتابه (شبابيك مادبا تحرس القدس) إلى سبع لغات حية.
عمل في الصحافة الأردنية لعدد من السنين، وترأس عددًا من الهيئات الثقافية مثل: "مختبر السرديات الأردني". أدار هيئات تحرير عدد من المجلات الثقافية، ويترأس هذه الأيام هيئة تحرير مجلة صوت الجيل، يعد ويقدم برنامجًا ثقافيًا إذاعيًا بعنوان (بيت الرواية).
وشارك في العديد من المؤتمرات والمهرجانات والمعارض العربية والعالمية. وشارك في لجان تحكيم عدد من الجوائز الثقافية العربية.