اعترفت إيران للمرة الأولى منذ توجيه الاتهامات لها، بأنها زودت روسيا بطائرات مسيّرة، مشيرة إلى أنها أرسلتها قبل أشهر قليلة من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير الماضي.
استخدمت موسكو هذه الطائرات لاستهداف محطات طاقة وبنية تحتية مدنية، وهو ما دفع الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لفرض عقوبات على طهران، وفقا لوكالة "فرانس برس".
منذ يوليو الماضي، تحدثت وسائل الإعلام عن اتصالات روسية إيرانية في مجال الطائرات المسيّرة، بينما قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إن إيران تستعد لتزويد روسيا بمئات المسيرات تستطيع حمل أسلحة.
كيف رد الغرب على إيران؟
• أوكرانيا تحذر إيران من "عواقب التواطؤ" مع موسكو.
• مباحثات بين المفوضية الأوروبية وأوكرانيا لمعاقبة إيران.
• المبعوث الأميركي روبرت مالي، يتهم إيران بتقديم عشرات المسيرات قبل وبعد بدء الحرب ولديها عسكريون بأوكرانيا.
• سبق ذلك أن اتهمت واشنطن طهران بالانخراط المباشر بالحرب.
• بريطانيا وكندا تجمدان أصول 3 أفراد وشركة "شاهد" المنتجة للدرونات الإيرانية، في أكتوبر.
تحركات إيرانية:
في أعقاب تلك الاتهامات بعد اعترافها، قامت طهران بعدة تحركات أبرزها:
• إزاحة الستار عنالصاروخ "صياد 4B" الباليستي.
• اختبار صاروخ "قائم 100" ويستطيع حمل أقمار صناعية.
• الإعلان عن ضبط شحنة أسلحة على الحدود الجنوبية الشرقية قادمة من الخارج.
هل تورطت إيران بحرب أوكرانيا؟
ووفق وكالة "رويترز" نقلا عن مسؤوليْن ودبلوماسييْن إيرانيين، فإن طهران تعهدت بتزويد روسيا بصواريخ "أرض-أرض" مسيّرات "شاهد 136"، كما تم إبرام اتفاق خلال زيارة النائب الأول للرئيس الإيراني محمد مخبر ومسؤولين اثنين بالحرس الثوري الإيراني مع مسؤولين روس في 6 أكتوبر الماضي.
أما صحفيتا "واشنطن بوست" و"التايمز" الأميركيتان، فقالتا إن الصفقة تتضمن:
وفق تقديرات مجلة "فوربس"، فإن القصف الروسي على أوكرانيا مكلف جدا، كما أن:
• الأسلحة الإيرانية رخيصة الثمن.
• عملية موسكو في كييف في 14 أكتوبر كلفت ما بين 400 إلى 700 مليون دولار.
• القصف الروسي في 25 و26 يونيو كلف الروس ما بين 150 و200 مليون دولار.
• معظم الصواريخ الروسية باهظة الثمن وبخاصة "كيه إتش-101"، و"إس -300"، و"تورنادو–إس".
ما هي مكاسب طهران؟
تقول صحيفة "التايمز" الأميركية إن إيران ستحصل على عدة مكاسب مقابل تزويد موسكو بالسلاح قد تكون:
• الحصول على مقاتلات "سو-35" الروسية من الجيل الرابع.
• توفير بعض الموارد الاقتصادية في ظل العقوبات الغربية.
• إظهار كفاءتها العسكرية بالتزامن مع خلافات الاتفاق النووي مع الغرب.
• المُسيَّرات أداة لتعزيز النفوذ الخارجي لإيران.
• موسكو أطلقت في أغسطس القمر الصناعي الإيراني "خيام" ضمن صفقات السلاح.
• مذكرة تفاهم بينهما بقيمة 40 مليار دولار لتطوير حقول ومشاريع النفط والغاز الإيرانية.
• اختبار سلاح إيراني في بيئة قتالية سيوفر لطهران فرصة لتطوير أسلحتها.
ماذا يقول الخبراء؟
يقول الخبير الإيراني أحمدي طاهري، إن إيران طورت مسيّراتها لتعويض ضعف قواتها الجوية جراء العقوبات الدولية، وبعض مُسيَّراتها استحدثته عبر الهندسة العكسية للطائرات الأميركية والإسرائيلية التي استولت عليها، وهي متنوعة الأغراض سواء المراقبة والاستطلاع العسكري أو الهجوم الانتحاري.
يضيف لموقع "سكاي نيوز عربية" أن "موسكو قد تراهن على أن إدخال الأسلحة الإيرانية يمكن أن يُغيِّر مسار المعارك، لكن من المبكر الجزم بذلك، بعد أن واجه عدد من الدرونات الإيرانية إخفاقات في الحرب، كما من غير المرجَّح أن تُغيِّر تلك الصفقة مسار الحرب لصالح موسكو من الناحية الاستراتيجية".
كما استعبد "طاهري" أن تؤثر تلك الصفقات على مسار المفاوضات النووية بين إيران والغرب، فالجانبان ما زالا متمسكين بالتوصُّل إلى اتفاق، لكن هذا لن يمنع من تطبيق عقوبات غربية على إيران نتيجة للتعاون مع روسيا.
أما الخبير العسكري البريطاني "توماس نيو ديك"، فيقول إن لدى طهران صواريخ باليستية، وفقا للتقديرات الغربية تصل لنحو 20 تصميما، وهذا يتيح لروسيا:
• نقلها بشكل سريع للساحة الأوكرانية دون انتظار تصنيعها.
• نشرها بأماكن مختلفة بخلاف أوكرانيا نظرا لمداها البعيد.
أما الخبير العسكري الأميركي تايلر روجواي، فيقول: "رغم سهولة إسقاط تلك الصواريخ، فإنها تمكّن روسيا من:
• استنزاف الدفاعات الأوكرانية بأقل ثمن.
• نقلها ليس تحديا كبيرا فيمكن عبر بحر قزوين.
• تجميعها محليا إن أرسلت إيران أسرار مكوناتها لموسكو.
أما الباحث في الشؤون العسكرية مينا عادل، فيقول عن فوائد الصفقة، إنها تهدف إلى:
• تقليل استنزاف الصواريخ الروسية المتطورة من طرازي "إسكندر" و"كاليبر".
• تحييد الأهداف عالية القيمة الأوكرانية مثل مراكز القيادة والمطارات.
• تمكين روسيا من شن هجمات "الإغراق الصاروخي" وتشتيت الدفاعات الأوكرانية وخداعها لفتح مجال لهجمات روسية موازية بصواريخ أكثر دقة.