مع انقضاء مرحلة البلوغ و وصول الإنسان إلى طوله النهائي يقضي كلٌّ منّا سنين شبابه و رشاده بالغاً طولاً معيناً يبقى مستقراً دون زيادة ولكن مع تقدم العمر نلاحظ نقصان الطول لعدة سانتيمترات عند بلوغ مرحلة الشيخوخة، ولكن لماذا يقصر الإنسان مع تقدم العمر؟ وهل هو أمر طبيعي ؟ لنتعرف على علاقة قصر القامة بالشيخوخة في مقالنا هذا.
قراءة ممتعة.
يتكون الهيكل العام لجسم الإنسان من العظام و العضلات ويقوم الشحم المتجمع حول العضلات بإضافة المظهر الممتلئ إلى المناطق التي يتجمع فيها بشكل أكبر من المناطق الأخرى.
فما سبب قصر طول الإنسان مع تقدم العمر؟
قد يتعلق ذلك بالعضلات أو بالعظام إذ أوجدت الدراسات الحديثة أن الإنسان بعد سن الأربعين معرض إلى نقصان طوله بمعدل 2 سم كل عشر سنوات.
ويحدث القصر في الطول مع تقدم السن لعدة أسباب :
العامل الوراثي :
وهو أهم وأكثر سبب شائع لقصر القامة مع التقدم في السن إذ يلاحظ قصر القامة عند عائلات بشكل واضح و لا يظهر عند عائلات أخرى وذلك يتعلق بالجينات بشكل خاص.
ضمور القرص بين فقرات العمود الفقري :
بين كل فقرة و أخرى في العمود الفقري يوجد قرص من مادة مرنة يحمي الفقرات من الاحتكاك وله ثخانة معينة، مع تقدم السن يفقد هذا القرص الفقري نسبة من الماء الداخلة في تركيبه وهذا يؤدي إلى جفافه و نقصان سماكته مما يؤدي إلى نقصان طول الإنسان ويترافق ذلك مع آلام مزمنة في الظهر.
الوضعيات غير الصحية :
إن الجلوس أو اتخاذ وضعيات غير صحية لفترة طويلة مثل العمل المكتبي و استخدام الجوال لفترات طويلة يؤدي أيضاً إلى نقصان الطول مع تقدم السن وذلك بسبب ظهور ما يسمى بسنام الجمل وهو حدبة ظهرية تظهر عند نهاية الرقبة من الخلف عائدة إلى الممارسات غير الصحية التي نقوم بها دون وعي في حياتنا اليومية.
هشاشة العظام :
وهو سبب هام جداً وشائع بشكل كبير بين الناس ويحدث فيه نقص في معدل الطول بنسبة 5 سم خلال سنتين فقط !
ولكن ما سبب هذا النقصان السريع في الطول في حالة العظام الهشة؟
هشاشة العظام تعني أن العظم يصبح أقل صلابة أي أنه سيصبح سهل الكسر و بالتالي عندما نلاحظ أن طولنا قد قصر بشكل سريع فهذا يدل على وجود كسر عظمي في مكان ما بسبب هشاشة العظام.
نقص كتلة العضلات :
مع التقدم في السن يحدث نقص في كتلة العضلات بسبب قلة الحركة عند المسنين وبالتالي فإن استخدام هذه العضلات وتمرينها يقل فتنقص كتلتها وتبدأ بالضمور مما يعطي المسن مظهراً أقصر وأصغر حجماً.
كيف أتفادى نقصان الطول مع تقدم العمر؟
يجب في البداية معرفة الأسباب المؤدية إلى نقص الطول بشكل جيد و من ثم الوقاية منها باتباع النصائح التالية :
ممارسة التمارين الرياضية التي من شأنها تقوية العظام والعضلات و تجنب نقصان الطول لسبب ضمور في العضلات أو قلة النشاط البدني.
تجنب وضعيات الجلوس غير الصحي أو حتى الجلوس لفترات طويلة، عبر الاستلقاء لمدة عشر دقائق بعد كل نصف ساعة من الجلوس.
أما بالنسبة للوقاية من هشاشة العظام فينبغي البدء بتناول فيتامين دال و الكالسيوم قبل سن 24 وإلى الأبد لأن هشاشة العظام هي نتيجة حتمية سيصل إليها الجميع ما لم تتم الوقاية منه بشكل جيد .
ومن الجدير بالذكر أن الأسباب الأخرى المتعلقة بالعامل الوراثي والجينات لا يمكن الوقاية منها بطريقة ما.
في الختام ننصح الجميع بضرورة اتباع العادات الصحية والاعتناء بنظام غذائي صحي يحوي كافة العناصر الغذائية الضرورية للنمو الصحيح.