رعى عميد كلية الآداب في جامعة اليرموك الدكتور موسى ربابعة فعاليات الندوة التي نظمها قسم التاريخ بمناسبة ذكرى ميلاد جلالة المغفور له الحسين بن طلال، والتي شارك فيها كل من العين السابق ثلاج ذيابات، والدكتور غازي العطنة، وأدارها الدكتور رياض ياسين.
وقال ربابعة إنه في الرابع عشر من تشرين الثاني من كل عام يستذكر الأردنيون بكل معاني الشرف والفخار ذكرى ميلاد جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، فهي ذكرى ملك هاشمي نذر نفسه لرفعة الأردن والأردنيين، مشيرا إلى أن صنيع الملك "الحسين" تجسد في بناء الأردن الحديث، والحرص الدؤوب والمثابرة المستمرة على خدمة قضايا الوطن والأمة، منطلقا من رؤية ثاقبة وحكمة رائدة وعزم لا يلين ليجعل الأردن محط اعجاب على المستويات كافة.
وأشار إلى أن مسيرة "الحسين" مسيرة البناء والنهضة والتقدم على مدى سبعة وأربعين عاما، عمل فيها على جعل الأردن ينعم بالأمن والسلام، مؤكدا ان ذكرى ميلاد "الحسين" لحظة عزيزة تنبع من حالة من الالتحام الحقيقي بين القائد وشعبه، الذي جسد علاقة روحية بينهما تقوم على تعزيز الولاء والانتماء، مشددا على ضرورة أن نمضي بخطى ثابته في تعزيز مسيرة الإصلاح والعطاء التي تبناها الهاشميون كابرا عن كابر.
ومن جانبه أكد ثلاج ان "الحسين" استطاع على مدى 47 عاما أن يكسب ثقة شعبه ومحبتهم ووفائهم حيث تمكن من توظيف الموارد المحدودة وترجمها إلى خدمات جليلة تفوق الإمكانات المتوفرة في الأردن، وقد استطاع "الحسين" أن يوجد للأردن مكانة على الخارطة الدولية، ف"الحسين" كان شخصية قومية ودولية وليس وطنية فحسب، وخير دليل على ذلك الحضور المهيب لتشييع جثمانه الذي جاء بمشاركة 60 رئيس دولة وحكومة، و120 ممثلا لدولة، مضيفا أن "الحسين" شكّل مدرسة نموذجية شمولية في القيادة، فهو القائد العسكري، والسياسي المحنك.
وأشار إلى التحديات التي واجهت مسيرة بناء الأردن منذ تولي "الحسين" سلطاته الدستورية لكنها لم تكن عائقا امام طموحات "الحسين" فاستطاع تجاوزها بحكمة واقتدار، مشيرا إلى ان من أهم أولويات "الحسين" كانت تعزيز الوحدة الوطنية وبناء جبهة داخلية متماسكة، فرسم خطة شمولية للإصلاح المتدرج، لافتا إلى أن بناء الأردن كان قائما على ثلاث مكونات رئيسية وهي: المعلم بمختلف مستوياته، والعامل بكافة مهنه، والجندي.
وبدوره استعرض العطنة نشأة الملك "الحسين" وحياته الدراسية الابتدائية والثانوية والتحاقه بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتوليه سلطاته الدستورية عام 1953 مدشنا مرحلة جديدة في تاريخ الأردن الحديث، رافعا شعار "فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة" الذي جسد فلسفته ونهجه في الحكم، وشكّل ركيزة أساسية في توجيه الخطط التنموية وتوزيع مكتسبات التنمية لتشمل جميع أرجاء
وتابع: إن "الحسين" قاد المسيرة بحكمة وحنكة واقتدار في مرحلة تخللتها الأحداث الجسام والمنعطفات الخطيرة محليا وإقليميا ودوليا، حيث استطاع جلالته العبور بالأردن إلى بر الأمان، جاعلا منه أمثولة الاستقرار والنمو والازدهار، وطنا قويا محكم الدعائم، راسخ الأركان.
وأشار إلى أن منهج "الحسين" في الحكم اتسم باستناده إلى مفاهيم الخدمة والبناء، والبذل والعطاء، والمساواة والإخاء، والوسطية والاعتدال، حيث حقق الأردن في عهده نهضة شاملة، مضيفا أن فترة حكم "الحسين" شهدت تطويرا وتحديثا مستمرين للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية ودعما متواصلا لمنتسبيها، كما أبدى جلالته اهتماما كبيرا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال إطلاق مشاريع نوعية، وحرص على نشر العلم وبث الثقافة من خلال تدشين الصروح الثقافية والفنية والمجامع العلمية والمؤسسات الفكرية، والتوسع في بناء المدارس في مختلف أنحاء المملكة.
كما أولى جلالته جل اهتمامه بالمقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية فعمل على رعايتها وصونها والمحافظة عليها، فصدر في عهده قانون إعمار المسجد الأقصى والصخرة المشرفة، بالإضافة إلى حرص "الحسين" الدائم على أن تصان حقوق الأقليات استنادا إلى ما نص عليه الدستور وعلى أساس احترام الفوارق وتعزيز القواسم وقيم العيش المشترك.
وخلال إدارته للندوة أشار الياسين إلى أنه رغم كل العواصف التي هبت على الأردن إلى ان حكمة "الحسين" وقدراته تمكنت من كل ذلك، فعبر بالأردن إلى بر الأمان، مشيرا إلى أنه وبعد ولادة هذا الوطن بقليل دعانا "الحسين" إلى عالي الهمم وأعلن انه بصدد زرع الأرض بقطن حبه، فسقينا منه.
وحضر فعاليات الندوة رئيس قسم التاريخ الدكتور عبدالمعز بني عيسى وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية في القسم وجمع من طلبته.