جاء خطاب العرش السامي في افتتاح الدورة العادية الثانية لمجلس الامة التاسع عشر ليرسم صورة واضحة المعالم لمستقبل الأردن وهو يدخل في المئوية الثانية لبناء الأردن الجديد، دولة حديثة أساسها المشاركة والمواطنة الفاعلة وتكريس كل الإمكانيات للتنمية، الامر الذي يتطلب من السلطتين التشريعية والتنفيذية التعاون والعمل كل في مجاله لإنجاز التحديث السياسي والاقتصادي الذي اشار اليه جلالة الملك المرتبطان معا ارتباطا وثيقا وبشكل يضمن تحقيق التنمية التي تضمن للمواطن العيش بحرية وكرامة.
كما يتطلب تحقيقه تعاون وطني تشارك فيه جميع الجهات الحكومية والقطاعات الاقتصادية ومؤسسات المجتمع المدني والمواطن ومن خلال شراكة حقيقية واقعية بين القطاع العام والخاص ينتج عنها نشاط محفز للاستثمار لما لها من تأثير في فتح الأسواق وخلق فرص العمل للنهوض بالأردن والاستمرار في مسيرة البناء في مئوية الدولة الثانية.
ان التحديث السياسي والاقتصادي وكما أشار جلالة الملك بحاجة الى إدارة كفؤة توفر أفضل الخدمات للمواطنين وتعتمد التكنولوجيا الحديثة وسيلة لتسريع الإنجاز ورفع مستوى الإنتاجية وهذا يفرض على الحكومة وللتماشي مع معايير الإدارة الحديثة وضع التشريعات التي تضمن البعد عن الروتين والبيروقراطية وتضمن تسهيل الإجراءات والمعاملات والتسريع في اتمتة الخدمات الحكومية وتأهيل الموظفين وضخ الدماء الجديدة في مختلف الإدارات والإسراع في اصدار التشريع الخاص بالاستثمار الذي يضمن إزالة العراقيل وتسهيل الإجراءات.
ان الوطن يبنى بسواعد الأردنيين المخلصين المؤمنين بالوطن وإمكانياته الذين يبنون على ارث الإباء والاجداد، حيث أشار جلالة الملك انه (لا مكان فيه للمحبطين واليائسين) الذين يقللون من الإنجازات ويغتالون الشخصية الوطنية ويرسمون صورة سوداوية للآخر.
ان هذا الوطن هو دولة قانون ومؤسسات وتم بناء هذه المؤسسات بسواعد الإباء والاجداد جيل الى جيل حتى وصل الى ما وصل الية الان دولة عصرية حديثة تحضي بمكانة إقليمية ودولية، حيث ان الأردن ومن خلال جلالة الملك كان حاضر في كافة المحافل الدولية سباقا ومحذرا وموجها المجتمع الدولي الى أزمات مستقبلية مثل الامن الغذائي وتأثيرات تغير المناخ راسما للعالم خطة طريق للتعامل معها من خلال شراكات دولية وإقليمية.
ان التحديث السياسي والاقتصادي والتنمية الشاملة لا تكون الا في وطن امن مستقر تحرسه وتسهر على امنه القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والتي تكون حاضرة دائما في وجدان جلالة الملك والذين خاطبهم بأنهم (الاصدق قولا والاخلص عملا) فهم حماة الوطن ودرعة الحصين الذين يدافعون عن الوطن بالمهج والارواح ويبذلون الغالي والنفيس ونذروا انفسنهم لحماية إنجازاته ومقدراته.