2024-11-30 - السبت
نتنياهو يبدأ تصفية الحساب مع قائد الجيش و رئيس جهاز (الشاباك) nayrouz وفيات الأردن اليوم السبت 30-11-2024 nayrouz الأسواق الأوروبية تختتم تداولاتها بارتفاع جماعي nayrouz بوتين : يجب اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية nayrouz فوز السلط على مغير السرحان بدوري المحترفين nayrouz مندوبا عن رئيس الوزراء.. المومني يفتتح أعمال مهرجان الأردن للإعلام العربي في دورته الخامسة nayrouz حسين الطوال المخزومي بني خالد في ذمة الله nayrouz الفايز : دولة امنة ومستقرة رغم الفوضى والصراعات من حولها nayrouz الوطني لحقوق الإنسان يشارك في اجتماع المكتب التنفيذي للتحالف العالمي لحقوق الإنسان nayrouz ابو عمارة: سوء التخطيط وراء نتائج الفيصلي nayrouz المومني: لا ملف يعلو على ملف القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن nayrouz الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية (امفنت) تحتفل بافتتاح مكتبها في القاهرة nayrouz د. بسام روبين يشكر جهاز الأمن العام nayrouz برقية لمدير الخدمات الطبية الملكية !!! nayrouz قبيلة الهادزا الأفريقية من أقدم المجتمعات البشرية nayrouz "كمين لاستهداف دورية شرطة وحافلة بالضفة" ينتهي بإصابة 9 إسرائيليين واستشهاد المنفذ! nayrouz ليتوانيا تطرد 3 من موظفي سفارة الصين nayrouz "حرقًا حتى الموت".. احتجاجات تونسية بعد "حملة تنمّر طلابية دفعت معلمًا للانتحار"! nayrouz الدوري السعودي للمحترفين: بهدفَيْ رونالدو.. النصر يعبر ضمك nayrouz ملتقى اصايل الأردن يزور مشروع "مراح حمده" في مادبا واستقبال حار من أصايل مادبا. ...صور nayrouz
وفيات الأردن اليوم السبت 30-11-2024 nayrouz وفاة الحاج مصباح المحيسن nayrouz حسين الطوال المخزومي بني خالد في ذمة الله nayrouz الخالدي يُعزّي وزير الزراعة بوفاة شقيقه nayrouz وفاة فيصل فرحان الشموط اثر حادث سير مؤسف nayrouz وفاة الحاج الشيخ محمد بديع عبدالدايم القرامسه " ابو فارس" nayrouz وفيات الأردن اليوم الجمعة 29-11-2024 nayrouz مُدير التربيةِ والتعليمِ للواء الكورة ينعى وَالِــدُ الزَّميل عمار راضي شرادقه nayrouz ابراهيم عبدالله الرواضيه "ابو معاذ " في ذمة الله nayrouz العقيد الركن م علي عطا الكعابنة ينعي المقدم حمدان الغرايبة nayrouz العميد جميل الجريري ينعى عديله محمد محمود nayrouz الموت يُفــجع الفنان الأردني أحمد الدهشان nayrouz الجبور يعزي الدكتور تحسين الشرادقة بوفاة عمه nayrouz وفيات الأردن اليوم الخميس 28-11-2024 nayrouz وفاة طبيبين أردنيين - أسماء nayrouz وفيات الأردن اليوم الأربعاء 27-11-2024 nayrouz الحاج حسين موسى البيايضة في ذمة الله nayrouz الحماد يعزي القضاه بوفاة الحاج الأستاذ أحمد الخطيب nayrouz شقيق وزير الزراعة في ذمة الله nayrouz وفاة الشاب نعيم موسى شحاده الحنيفات " ابو عمر " nayrouz

تشظي الذات في رواية أميرة للكاتب العماني عادل الحمداني

{clean_title}
نيروز الإخبارية :

قراءة بديعة النعيمي - يمكن النظر إلى الذات بوصفها منظومة من الأفكار والقيم والمبادئ والأحاسيس الإنسانية. ومعرفة الذات لهواجسها وفهم حيرتها وتأمل أفكارها العميقة هو إحدى السمات النوعية لطبيعة هذه الذات في السرد الروائي.

حيث يمكن القول بأن بطلة الرواية أميرة تسعى أن تخوض مغامرة فهم الذات من خلال السفر أو بالأحرى الهرب والكتابة.

والهرب ليس إلا الخروج من دائرة الواقع وصنع عالم مواز نقوم بترتيب ذواتنا فيه وفق رغباتنا واحتياجاتنا. وبطلة الرواية أميرة ذات متشظية بين الماضي والحاضر تعمل حال وصولها إلى تونس كدليل سياحي من أجل قتل الوقت ونسيان انتكاساتها وربما انتظار الآخر الذي سينتشلها من بئرها المظلم.

أميرة التي تجرعت مرارة الغياب عن أولادها وعن عُمان الذي تعلقت به أكثر من تونس بلد أمها وتمثل نصفها الثاني مما صنع لديها حالة من التناقض بينهما في رحلة الذات تلك التي سعت من خلالها إلى استعادة إنسانيتها بعد ثلاث صفعات تلقتها في بلد أبيها هي الأقوى في حياتها.

فهروب أميرة إلى تونس كان تحت وطأة الظروف النفسية وتبدد أحلامها في عُمان بسبب تلك الصفعات ابتداء من قيس حبيبها الذي هجرها بعد أن تخلى عنها ففي ص87( هناك في إحدى الزوايا وقف قيس يخبرها أنه قرر التخلي عن فكرة الزواج بها) وغدر ابن عمتها إبراهيم وفسخ خطوبته منها في ص100(وغدر إبراهيم لها وتركها بعد شهر من عقد قرانهما) إلى خيانة زوجها عبد الله مع زوجة صديقه ص109( كيف جاتك الجرأة تخون زوجتك بهذا الشكل وبهذي الطريقة).

حينما عزمت أميرة على السفر لم تكن تعرف ما تريد إنما هي الرغبة في الخلاص الذي كان الحافز نحو معرفة الذات ونشدان السكينة بالرغم من تركها لأطفالها الثلاثة خلفها ففي ص52 عن أميرة على لسان السارد ( تعرف أنها اتخذت قرارا مؤلما بالهرب إلى تونس وترك ابنها قيس وابنتيها العنود والريم عند طليقها وجدتهم).

كما أن السفر مهم في تحقيق الذات إلا أنه قادر على الكشف عن التناقضات الداخلية والاضطرابات النفسية التي تحيط بشخصية أميرة،فقد كشف السفر أنها تعاني فقدان السلام الداخلي وتتضح لنا هذه الحقيقة وهي تخاطب شخصية إحدى بطلات رواية الطواف حيث الجمر ص13( نكست أميرة رأسها وهي تقول : لست وحدك الهاربة يا زهرة ،لكني لم أهرب بحثا عن حبيب بل بحثا عن سلامي الداخلي).

كما أن هرب أميرة إلى تونس كان بمثابة منبها للذاكرة على الغوص في تفاصيلها وما تختزنه من ذكريات ،إنها الذات التي تستعيد ماضيها وطفولتها وتجعل منهما رمزا لهويتها العُمانية المفقودة ففي ص148أثناء حديثها مع سعيد العماني ضيف تونس عن المنتخب العُماني ( صمتت ووجهها يشع سعادة ،ذكرياتها مع المنتخب كثيرة ،تعد نفسها متعصبة في تشجيعها للمنتخب...فكانت في 2009 بعد الفوز بأول كأس للخليج...يومها شاركت في مسيرات الفرح) وهنا استعادت انتمائها لهويتها العُمانية من خلال تلك الذكريات والعودة إلى الماضي حين كانت متعصبة للمنتخب العِماني.

وبالإضافة إلى مغامرة السفر الذي هو نوع من الهروب حلمت أميرة بمغامرة أخرى هي أشد تأثيرا في الذات وهي مغامرة الكتابة وتحديدا كتابة رواية وهي التي كانت تعشق قراءة الروايات وخصوصاً العُمانية منها. ففي ص12( الحلم الذي لا يزال يراودها أن تكون ذات يوم الكاتب الشره للكتابة....الرف الأول وضعت فيه مجموعة من الروايات العُمانية مصفوفة بشكل مستقيم وكأنها توحي لمن يراها بأنها لا تزال تنتمي لذلك البلد). ومغامرة الكتابة هذه بالنسبة لها كانت محاولة للوصول إلى السكينة والسلام النفسي كما أنها تعكس توق الذات إلى إضاءة جوانبها الخفية المعقدة التي لا تستطيع أن تقولها إلا من خلال الكتابة ففي ص9 اقتباس لإميل سيوران ( يفترض أن لا نؤلف الكتب إلا لنقول فيها ما لا نجرؤ على البوح به لأحد).

وقد سعت أميرة إلى تجاوز عللها الداخلية من خلال الكتابة ..وتُفَسَّر هذه التحولات في الذات الإنسانية التي كشفت عنها الرغبة في الكتابة تلك العلاقة المهمة بين الإبداع والحياة وعلى هذا النحو تمثل الكتابة حافزا يسهم في تحقيق الذات وفعلا خاصا يستطيع المرء من خلاله أن يدرك تناقضاته ففي ص143 أسرت إلى سعيد نيتها كتابة رواية تسرد فيها قصة حياتها( نفكر نكتب رواية ونحط فيها العبارات هذي وبعض الاقتباسات من الأفلام المترجمة...إذا كتبت رواية نحب نسميها أميرة بنت تونس ، بش نحكي فيها قصة حياتي).

وقد كانت تونس فضاء لتواصل ذاتيّ أميرة وسعيد اللتين عجزتا عن تحقيق أحلامهما في عُمان ،ذوات حائرة وجدت في الحب خلاصا من المحن الداخلية وآلام الذاكرة.

فكانت تونس المكان الذي فيه أدركت هذه الذوات جوهرها وحقيقتها التي هزمها الواقع هناك في عُمان ونجد ذلك في ص205( في لحظة انسجام من الزمن وهما يتبادلان الضحك بينهما كانت على وشك أن تحتضنه ليعرف أنها في قمة السعادة وكاد...أن يقبلها ليخبرها أنها تستحق مثل هذا الفرح).

وفي ص221 عن ثريا طليقة سعيد ( فحين ترحل واحدة دون ذنب منك تعوضك الدنيا غيرها مثلها أو افضل منها).

وقد كشفت أميرة ذاتها الحقيقية بواسطة الآخر ( سعيد) ،معه بدأت ذاتها تراجع نفسها وماضيها وتفهم بل وتبحث عن أحلامها ونلاحظ هذا الشيء بكل وضوح في ص219 وهي تفصح لسعيد عن حياتها السابقة( تجمعت الدموع في عينيها فجاة وكأنها تفاجات بلحظة كهذه تفتح فيها قلبها لنثر ما به من أوجاع ونفض ما علق فيه من هموم).

كما أن الذات كلما تقدمت في التجربة ازداد وعيها وإدراكها بماضيها.فالمراوحة بين الذاكرة والحاضر في تواز وتدرج مستمر هو ما يمنح هذه الذات نوعا من الإدراك والتقييم ،ويظهر لنا هذا التغيير في ذات أميرة ووعيها عما كانت عليه في الماضي ص263 فعلى لسان أميرة حينما تقدم سعيد لخطبتها( أقدر على القول إن سعيد الخيار الأنسب لهذه المرحلة من عمري، نضحت بما فيه الكفاية لمعرفة ذلك).

وقد اعتمد الحمداني الاقتباسات كمفاتيح تُعدّ علامات يستدل بها القارئ لربط الدلالات التي يستهدفها من الأحداث والتعمق أكثر في شخصيات روايته كما الاقتباس الذي جاء باسم مجهول الذي جاء ص251 عندما حدث سعيد أميرة عن جدهما سعيد بن سالم ونجاحاته التي حققها بسبب أسفاره( السفر الشيء الوحيد الذي تشتريه فيجعلك أكثر ثراء).

بقي القول بأن الحمداني قد نجح في تسجيل شريط كامل وثق فيه للأماكن في عُمان وتونس كما وثق للأزياء الشعبية والأكلات المشهورة واللهجتين العُمانية والتونسية لكن كان لتونس النصيب الأكبر ومن هنا يتضح للقارئ إعجاب الكاتب بتونس كبلد صنع نفسه بأقل الإمكانيات. كما وثق لأحداث سياسية في كلا البلدين تونس وعُمان في حقب مختلفة من عمر البلدين.